2/2/2007
وردت شكوى عاجلة للجنة السورية لحقوق الإنسان من المواطنة المالطية جوزفين الدغيم المقيمة في فاليتا بمالطة تقول:
إن زوجها حسين إسماعيل الدغيم قد غادر منزله في مالطة يوم الجمعة 29/12/2006م لحضور مناسبة عيد الأضحى مع أهله في بلدة جرجناز، منطقة معرة النعمان، محافظة إدلب في سورية، وقد اتصل معها من قبرص، وأخبرها أنه استقل طائرة من الخطوط الجوية الاماراتية واتجه إلى مطار دمشق، ثم اتصل بها فجر يوم السبت 30/ 12/ 2006م، وأخبرها بواسطة هاتفه الجوال أنه تم توقيفه من قبل أجهزة الأمن السورية في مطار دمشق الدولي، وعلمت زوجته أن أهله كانوا ينتظرونه في المطار، وقد علموا أنه تم اعتقاله، فراجعوا السفير المالطي (وهو من أصل سوري)ولكنه لم يتعاون معهم رغم أن حسين الدغيم يحمل الجنسية المالطية منذ أكثر من خمس عشرة سنة، وما يزال رهن الاعتقال حتى الآن.
ولقد علمت اللجنة السورية لحقوق الإنسان من مصادر قريبة أن المواطن حسين بن إسماعيل الدغيم من بلدة جرجناز ومن مواليد عام 1962م، ودرس فيها المرحلة الابتدائية والاعدادية، وفي أيام دراسته في الاعدادية انتسب إلى حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سورية، وفي نيسان/إبريل سنة 1982م قام الأمن العسكري في إدلب باعتقال أخيه رضوان (من مواليد 1960م) الذي كان يدرس دراسة شرعية حينذاك، ثم ساقوه مع غيره إلى فرع التحقيق العسكري في دمشق ثم ساقوهم إلى سجن تدمر.
واعتقل بسبب رضوان أخوه حسين ووالده إسماعيل مصطفى الدغيم وسجنا عند المخابرات العسكرية في إدلب فترة ثم أفرج عنهما، ولوحق أخوه يحيى إسماعيل الدغيم الذي كان خارج سورية فلم يعد إليها منذ ذلك التاريخ.
وفي صيف سنة 1988م قتل رضوان إسماعيل الدغيم تحت التعذيب في سجن تدمر ، وسُلم جثمانه إلى أهله من قبل ثلاجة الطبابة الشرعية في تدمر، ثم قام والده بنقل جثمانه، ووري الثرى في بلدة جرجناز بإشراف أجهزة الأمن.
وبعد وفاة رضوان إسماعيل الدغيم غادر شقيقه حسين إسماعيل الدغيم لتحصيل لقمة العيش، فعمل في ليبيا فترة، ثم تركها إلى مالطة سنة 1988م، وتزوج السيدة جوزفين وأنجب منها ثلاثة بنات، وحصل على الجنسية المالطية، وهو مقيم في مالطة منذ ذلك التاريخ.
وفي سنة 2006م أجرى حسين الدغيم إتصالات هاتفية مع أهله في سورية، وطمأنوه، ونقلوا إليه أخبارا سارة تفيد أنه بإمكانه العودة إلى سورية حسبما علموا من بعض البعثيين والمقربين من أجهزة الأمن السورية.
عاد حسين إسماعيل الدغيم إلى سورية بناء على تلك التطمينات، لكنه اعتقل فور وصوله إلى مطار دمشق الدولي وقضى مناسبة عيد الأضحى في المعتقل، ولم يرَ أهله، ومايزال معتقلاً، وقد أفادت جهات مطلعة بأن المبالغ المالية التي كانت بحوزته قد سلبت منه تدريجياً عن طريق ابتزاز عناصر وضباط الأمن له لكي يخففوا عنه التعذيب.
إن اللجنة السورية لحقوق الإنسان إذ تدين الاعتقال العشوائي والتعسفي الذي يتعرض له المواطنون العائدون إلى ديارهم، وتدين التعذيب ووسائل الابتزاز في المعتقل لتطالب السلطات السورية بالإفراج الفوري عن المعتقل حسين إسماعيل الدغيم حتى يتمكن من العودة إلى زوجته وبناته حيث لا يوجد لهن معيل سواه، وتطالب بإعادة كل المبالغ التي سلبت منه فوراً.