15/1/2008

قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ ساعات صباح اليوم الموافق 15/1/2008 وحتى ساعات الظهر 17 مواطناً فلسطينياً في مدينة غزة، من بينهم خمسة من المدنيين العزل، فيما أصابت أكثر من 30 آخرين بجراح، وصفت جراح خمسة منهم بالخطرة، وذلك خلال عملية توغل في حيي الشجاعية والزيتون، شرق المدينة، استمرت حتى ساعات الظهر. تحقيقات المركز تؤكد أن أغلب القتلى سقطوا اثر إصابتهم بالقذائف المدفعية، وان هناك استخدام مفرط للقوة المسلحة المميتة، دون أية مراعاة لوجود المدنيين في المنطقة.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يدين بشدة هذه الجرائم، ويعرب عن قلقه البالغ من التصعيد المستمر في القطاع منذ عدة أشهر، والذي تستخدم فيه أعتى الوسائل الحربية من مدفعية وطيران وآليات عسكرية ضخمة، فضلاً عن الحصار الخانق الذي تفرضه سلطات الاحتلال على القطاع. المركز يدعو المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف تلك الجرائم والتهديدات المستمرة باجتياح القطاع، نظراً لما تنطوي عليه من مآسٍ جديدة يدفع ثمنها السكان المدنيون في قطاع غزة.

واستناداً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 8:00 صباح اليوم، توغلت أعداد كبيرة من قوات الاحتلال الإسرائيلي معززة بالآليات العسكرية الثقيلة مسافة تقدر بنحو 3000 متر بالقرب من منطقة دوار ملكة الواقع بين حيي الشجاعية والزيتون، شرق مدينة غزة. وباشرت تلك القوات بإطلاق القذائف المدفعية والأعيرة النارية باتجاه أي جسم متحرك في المنطقة. تصدى لتلك القوات العديد من أفراد المقاومة الفلسطينية، والتي ردت عليهم بإطلاق القذائف المدفعية، الأمر الذي أدى إلى مقتل خمسة منهم بشكل متفرق، احدهم نجل القيادي البارز في حركة حماس د. محمود الزهار، حيث تحولت أجسادهم إلى أشلاء وبصعوبة بالغة استطاع ذووهم التعرف عليهم. وهم كل من:

  1. رامي طلال فرحات، 30 عاماً.
  2. عاهد سعد الله عاشور، 27 عاماً.
  3. محمود عطا أبو لبن، 21 عاماً.
  4. حسام محمود الزهار، 22 عاماً.
  5. سليم عبد الحق المدلل، 20 عاماً.

وجراء إطلاق القذائف المدفعية باتجاه المنازل السكنية والأراضي الزراعية في المنطقة بشكل عشوائي ودون تمييز، قتل ثلاثة من المزارعين الفلسطينيين، أحدهم مسن، أثناء تواجدهم داخل أراضيهم الزراعية، وهم كل من: 1) أسعد عيسى رضوان طافش، 65 عاماً؛ 2) مروان سمير عودة، 22 عاماً؛ 3) سعيد مصطفى السموني، 50 عاماً. كما قتل مدنيان آخران أثناء تواجدهما في المنطقة، احدهما طالب في الثانوية العامة، سقطت عليه قذيفة مدفعية أثناء عودته من مدرسته إلى منزله. والقتيلان هما: 1) أيمن فضل ملكة، 35 عاماً، وهو تاجر سيارات وقتل أثناء تواجده في سوق السيارات القريب من منطقة التوغل؛ 2) عبد السلام عطية أبو لبن، 19 عاماً وهو طالب في الثانوية العامة. هذا وقد أصيب جراء تناثر الشظايا وإطلاق النار العشوائي 30 مواطناً فلسطينياً بجراح، بينهم عدد من المدنيين، من ضمنهم امرأة، ووصفت جراح خمسة من المصابين بالخطرة. وبعد انسحاب قوات الاحتلال من المنطقة في حوالي الساعة 12:30 بعد الظهر، توجهت سيارات الإسعاف للمنطقة، لتعثر على سبعة جثث أخرى لأفراد من المقاومة، كانوا قد سقطوا خلال عملية التوغل، ولم تتمكن الطواقم الطبية من الوصول لهم من قبل. وتبين فيما بعد أنهم كل من: 1) محمد مجدي حجي، 20 عاماً؛ 2) صخر سليم زويد، 27 عاماً؛ 3) مصطفى يحيى سلمي، 20 عاماً؛ 4) مصعب سليم سلمي، 21 عاماً؛ 5) عبد الله طلب سالم، 23 عاماً؛ 6) محمود صبري هنا، 20 عاماً؛ 7) خميس أبو صواوين، 25 عاماً.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إذ ينظر بقلق شديد إلى استمرار قوات الاحتلال باقتراف جرائم حرب، فإنه

  1. يجدد إدانته لتلك الأعمال التي تأتي وفقاً لسلسلة متواصلة من جرائم الحرب الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تعكس مدى استهتار تلك القوات بأرواح المواطنين الفلسطينيين، معتبراً أنها أعمالاً انتقامية وعقاباً جماعياً للفلسطينيين خلافاً للمادة الثالثة والثلاثين من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب.
  2. يشير إلى أن تلك القوات لا تراعي مبدأي الضرورة والتناسب في استخدام آلتها الحربية المتطورة ضد رجال المقاومة الفلسطينية، وأماكن تواجدهم في مناطق سكنية مأهولة، مما يوقع المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين، وفي ممتلكاتهم.
  3. وعليه يدعو المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف تلك الجرائم، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.