3/3/2008

يعرب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء ملابسات وفاة المعتقل فضل عودة عطية شاهين، ٤٧ عاماً، من سكان حي الجلاء في مدينة غزة، في سجن بئر السبع، خاصة في ظل توفر العديد من المؤشرات على تراجع حالته الصحية وعزوف إدارة السجن المذكور عن تقديم العلاج اللازم له.

وقد توفي المعتقل شاهين في سجن بئر السبع فجر يوم ٢٩ فبراير ٢٠٠٨، وقد علم المركز أثناء إعداد هذا البيان بأن إجراءات نقل المذكور إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون “إيرز” جارية وذلك بعد أن خضع لإجراء الصفة التشريحية في معهد الطب العدلي الإسرائيلي في أبو كبير حيث يتوقع أن يتسلم ذووه جثمانه خلال الساعات القليلة القادمة. وكان شاهين قد اعتقل في ١٥ أكتوبر ٢٠٠٤، خلال محاولته المرور عبر حاجز أبو هولي، على أيدي قوات الاحتلال التي كانت تتمركز آنذاك على الحاجز المذكور. وقد وجهت لشاهين لائحة اتهام في ١٦ نوفمبر ٢٠٠٤، ومن ثم، حوكم مدة ٨ سنوات ونصف السنة.

ووفقاً للإفادة التي أدلى بها المعتقل شاهين لمحامي المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الذي تمكن من زيارته عقب توكيله من قبل ذوو شاهين لمتابعة ملفه في ١٦ أكتوبر ٢٠٠٤، كان المذكور قبل اعتقاله يعاني من مرض السكري وكان يلجأ باستمرار لإبر الأنسولين للسيطرة على حالته الصحية وضمان عدم تراجعها. وقد سبق وأن أفاد شاهين لمحامي المركز المنتدب مرات عدة، بأنه يعاني من ارتفاع كبير في السكري، وبأن إدارة السجن تجاهلت مطالبه المتكررة بنقله للمشفى لتلقي العلاج الملائم.

وبحسب المعلومات الواردة للمركز، فقد تدهورت الحالة الصحية للمعتقل شاهين حيث عانى مؤخراً من انسداد في الشرايين ومن ارتفاع في ضغط الدم إلى جانب الارتفاع المزمن في نسبة السكري في دمه، وهو ما يثير العديد من الشكوك حول أسباب وفاته، خاصة في ظل توفر العديد من الإفادات بصدد تواصل العمل بنهج الإهمال الطبي والعزوف عن تقديم العلاج الملائم للمعتقلين المرضى من قبل إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية.

ويعتبر المعتقل شاهين ثاني معتقل يتوفى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي في غضون شهرين تقريباً. وكان العام المنصرم ٢٠٠٧، قد شهد وفاة ٥ معتقلين فلسطينيين داخل سجون الاحتلال، أربعة منهم توفوا جراء تدهور حالتهم الصحية في ظل الإهمال الطبي المتعمد، فيما توفي الخامس جراء إصابته بعيار ناري في الرأس خلال مداهمة إحدى وحدات جيش الاحتلال لمعتقل النقب الصحراوي.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يشدد على ضرورة أن يتدخل المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية المعنية بشكل عاجل لوضع حد لمعاناة المعتقلين الفلسطينيين المتواصلة في سجون الاحتلال بفعل تدني شروط احتجازهم وتطبيق العديد من السياسات اللا إنسانية بحقهم خلافاً لقواعد القانون الإنساني الدولي وللقواعد الدنيا الخاصة بمعاملة المعتقلين.

ويذكر المركز المجتمع الدولي بأن المعتقل شاهين هو واحد من ضمن حوالي ١١ ألف معتقل فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال ومراكز التوقيف ويعانون صنوفاً شتى من الانتهاكات، ضمنهم نحو ٧٢٠ معتقلاً من سكان قطاع غزة تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي احتجازهم في سجونها خلافاً لقواعد القانون الدولي حيث كان يفترض أن يتم الإفراج عن هؤلاء المعتقلين بالتزامن مع إصدار قائد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منشوراً بشأن إنهاء الحكم العسكري الإسرائيلي للقطاع

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وعلى ضوء وفاة المعتقل شاهين وفي ظل إصرار إسرائيل على مواصلة احتجاز معتقلي قطاع غزة ولجوئها لسن قوانين جديدة ولتعديل قوانين نافذة لضمان استمرار تمتعها بصلاحيات التحقيق مع معتقلي القطاع ومحاكمتهم يطالب بما يلي:

  1. تشكيل لجنة تحقيق جدية ومحايدة للكشف عن الملابسات الحقيقة وراء وفاة المعتقل شاهين، والإعلان عن نتائجها.
  2. إجبار دولة الاحتلال على الالتزام بالقواعد الدنيا الخاصة بمعاملة المعتقلين وتحسين شروط احتجازهم.
  3. تدخل المؤسسات الدولية المعنية لضمان توفير العلاج الملائم لمئات المعتقلين المرضى الذين يواجهون في ظل الإهمال الطبي المتعمد خطر الموت.