3/3/2008

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها العسكرية في قطاع غزة، حيث شنت خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية العديد من الغارات الجوية مستهدفة العديد من المنشات المدنية والمنازل السكنية وأفراد من المقاومة الفلسطينية. وقد سقط جراء هذه العمليات ثمانية مواطنين جدد، اثنان منهم من المدنيين، احدهما طفل. وبسقوط هؤلاء يرتفع عدد الضحايا منذ يوم الأربعاء الموافق 27/2/2008 وحتى لحظة صدور هذا البيان إلى 108 مواطنين فلسطينيين، 54 منهم من المدنيين العزل، من بينهم 26 طفلاً وطفلة وخمس نساء، فضلاً عن عشرات الجرحى، الذين لا يزال العديد منهم في حال الخطر الشديد.

تحقيقات المركز، تؤكد أن قوات الاحتلال أفرطت في استخدامها للقوة المسلحة المميتة من خلال عمليات القصف الجوي والبري العشوائي باتجاه التجمعات السكانية والمنشات المدنية غير آبهة بحياة المدنيين العزل، والذين سقط العديد منهم وهم في منازلهم، بعد استهدافها بشكل مباشر. كما أن قوات الاحتلال أعاقت عمل الطواقم الطبية بشكل مقصود، حيث أن هناك العديد من الجرحى قد نزفوا حتى الموت أمام أعين ذويهم، هذا فضلاً عن استهدافها لأفراد تلك الطواقم، حيث قتل أحدهم وأصيب آخر بجراح خطيرة في بلدة جباليا، فيما لحقت أضرار في السيارات التابعة لهم.

واستناداً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 4:00 من فجر اليوم الاثنين الموافق 3/3/2008، أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي انتشارها في بلدة جباليا ومحيطها بعد احتلال أجزاء منها لمدة أربعة أيام متواصلة، حيث انسحبت تلك القوات من وسط التجمعات السكنية إلى داخل الشريط الحدودي مع إسرائيل، شرق البلدة. وكانت تلك القوات قد قتلت أربعة مواطنين جدد، اثنان منهم من المدنيين العزل، احدهما طفل في الساعات الأخيرة من توغلها في البلدة . ففي حوالي الساعة 1:45 من فجر اليوم، أطلقت قوات الاحتلال قذيفة مدفعية باتجاه تجمع للفتية والأطفال في منطقة مفرق زمو على شارع صلاح الدين الرئيسي بالقرب من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. أسفر ذلك عن مقتل اثنين منهم وإصابة ثالث بجراح بالغة.

والقتيلان هما: 1) محمود عبد الخالق أبو عيطة، 18 عاماً؛ 2) عبد الرحمن محمد صالح، 17 عاماً. أما المصاب فهو الطفل عبد الهادي إبراهيم الدبس، 17 عاماً.

وفي حوالي الساعة 9:00 مساء أمس الأحد، أطلقت طائرة حربية صاروخاً باتجاه مجموعة من أفراد المقاومة كانوا يتواجدون في شارع السكة، شرق مخيم جباليا، مما أدى إلى مقتل اثنين منهم، وهما: 1) نعيم أبو الحسنى، 45 عاماً؛ 2) رائد جنيد، 22 عاماً. هذا وقد تم العثور على جثة أحد أفراد الطواقم الطبية ويدعى محمود سليمان زقوت، 23 عاماً بعد انسحاب قوات الاحتلال من البلدة، حيث يعمل مسعفاً في الدفاع المدني وكانت آثاره قد فقدت منذ يومين. وبهذا يرتفع عدد الضحايا في بلدة جباليا ومحيطها خلال العملية العسكرية إلى 61 قتيلاً، 33 منهم من المدنيين العزل، من بينهم 20 طفلاً، أحدهم طفلة رضيعة وامرأتان ومسعف. ومن بين القتلى طفلتان شقيقتان وطفل ووالده وطفلة وشقيقتها، وثلاثة أطفال من عائلة واحدة.

ومنذ الساعة 12:00 من منتصف ليل اليوم الموافق 3/3/2008 وحتى الساعة 1:00 فجراً، شنت طائرات الاحتلال ثلاث غارات جوية استهدفت ثلاث ورش للحدادة في كل من مخيم جباليا ومنطقة تل الزعتر وبلدة بيت حانون، شمال القطاع. وأفاد باحث المركز، أن هناك دماراً واسع النطاق قد لحق بالبنية التحتية للبلدة وفي عشرات المنازل السكنية والأراضي الزراعية. وفي هذه الأثناء يتواجد طاقم المركز في البلدة لتوثيق تلك الجرائم والإطلاع عن كثب على حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة.

وفي حوالي الساعة 1:12 فجر اليوم ، أطلقت طائرة حربية إسرائيلية صاروخاً باتجاه مكتب لكتلة التغيير والإصلاح التابعة لحماس في المجلس التشريعي، الواقع في الطابق الثاني من عمارة الفرا، وسط خان يونس. أسفر ذلك عن إلحاق دمار واسع فيها.

وفي حوالي الساعة 1:200 فجراً، أطلقت طائرة حربية إسرائيلية ثلاثة صواريخ باتجاه ورشة حدادة، تقع في شارع أبو بكر الصديق في ميدان زعرب، جنوب غرب رفح. أسفر ذلك عن تدمير الورشة بالكامل وإلحاق دمار كبير في ورشة حدادة مجاورة، ومحل لبيع مستلزمات الدهان، ومخزن تابع لمركز الإسعاف التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، فيما لحقت أضرار بمنزل مجاور.

وفي حوالي الساعة 1:30 فجراً، أطلقت الطائرات الحربية صاروخاً باتجاه مجموعة من أفراد المقاومة الفلسطينية، كانوا يتواجدون شرق حي الشجاعية في غزة، مما أدى إلى مقتل اثنين منهم على الفور، وإصابة اثنين آخرين، وامرأة من سكان المنطقة بجراح. والقتيلان هما: 1) رمزي فتحي خويطر، 20 عاماً؛ 2) عبد الفتاح محمد عبد العال، 24 عاماً.

وفي حوالي الساعة 2:20 فجراً، أطلقت طائرة حربية إسرائيلية ثلاثة صواريخ بفارق زمني بسيط باتجاه موقع للشرطة البحرية، غرب مخيم النصيرات، وسط القطاع، مما أدى إلى مقتل أحد أفراد الموقع، ويدعى درويش عادل مقداد، 34 عاماً، وإصابة آخر بجروح خطيرة.

وعند الساعة 2:40 فجراً، أطلقت طائرة حربية إسرائيلية صاروخاً باتجاه أحد أفراد المقاومة، كان يتواجد بالقرب من برج بكر في منطقة المينا، غرب مدينة غزة، مما أدى إلى مقتله، ويدعى إبراهيم سيد المصري، 20 عاماً. وكانت تلك الطائرات قد شنت غارتين جويتين في ساعات مساء وليل أمس باتجاه منزل سكني يعود لعائلة أهل في مخيم الشاطئ، غرب غزة، وورشة للحدادة في شارع الصحابة، شرق المدينة، مما أدى إلى تدميرهما. ويشار أن المنزل المذكور قد تم قصفه قبل يومين بعد ساعات من قتل صاحبه.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وإذ يجدد إدانته لتلك الجرائم وينظر لها بخطورة بالغة، فإنه:

  1. يؤكد أن تلك الجرائم تأتي وفقاً لسلسلة متواصلة من جرائم الحرب الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بشكل عام، وفي قطاع غزة بشكل خاص، والتي تعكس مدى استهتار تلك القوات بأرواح المدنيين الفلسطينيين.
  2. يجدد تحذيره للتصعيد المتزايد في الجرائم ضد المدنيين في ضوء تواصل التصريحات والتهديدات الصادرة عن قادة سياسيين وعسكريين إسرائيليين وهو ما ينذر بسقوط المزيد من الضحايا في قطاع غزة.
  3. يدعو المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف تلك الجرائم، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.