25/5/2008

يبدي المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان استهجانه الشديد للتطورات التي شهدها نادي شباب خان يونس، وما رافقها من استيلاء عناصر حركة حماس بقوة السلاح على النادي يوم الأربعاء الماضي. ويؤكد المركز على أن ذلك يشكل انتهاكاً للقانون وللحق في تكوين الجمعيات، ومساً خطيرا بالعمل الأهلي المدني. ويطالب المركز الجهات المختصة بالتدخل لوقف مثل هذه الممارسات غير القانونية والتي تشكل استمراراً لحالة الفلتان الأمني والاعتداء على سيادة القانون المستشرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة

ووفقاً لتحقيقات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ففي حوالي الساعة 1:00 من فجر يوم الأربعاء الماضي الموافق 21 مايو 2008، توجه مسلحون ملثمون، يضعون عصبات على رؤوسهم مكتوب عليها كتائب الشهيد عز الدين القسام، إلى منزل المواطن مازن محمد أبو زيد، 45 عاماً، من سكان مخيم خان يونس، وهو أمين سر نادي شباب خان يونس، وطالبوه بتسليمهم المفاتيح الخاصة بالنادي، وغادروا المكان بعد أن حصلوا عليها. كما توجه مسلحون آخرون، في وقت متزامن، إلى منزل المواطن محمد شعبان القرم، وهو عضو مجلس إدارة النادي، وصادروا منه نسخة ثانية من مفاتيح النادي. وفي ساعات صباح اليوم ذاته، توجه محمد القرم إلى مقر النادي، فشاهد تواجد لمجموعة من الأشخاص، كانوا يرتدون ملابس مدنية، ومعروفون بانتمائهم لحركة حماس. وفي وقت لاحق من اليوم ذاته، توجه باحث المركز إلى النادي، وكان من بداخله يقومون بعملية جرد للموجودات، فسأل أحدهم عن طبيعة وجوده، فأجابه بأنه أحد أعضاء الهيئة الإدارية المؤقتة للنادي.

وعلى إثر ذلك توجه المركز إلى المسئولين في وزارة الشباب والرياضة لمتابعة تلك التطورات، ففي يوم الأربعاء ذاته، أفاد أحمد الهندي، مسئول الأنشطة الرياضية في مديرية الشباب والرياضة في محافظة خان يونس لباحث المركز، بأنهم لم يبلّغوا من قبل الوزارة بخصوص تشكيل أي لجنة لإدارة النادي، ولم يكلفوا بذلك. كما أفاد زكريا الهور، مدير عام الأندية الرياضية في وزارة الشباب والرياضة، لباحثة المركز صباح اليوم الأحد الموافق 25 مايو 2008، بأنه تلقى يوم الأربعاء الماضي شكوى من قبل عضو مجلس إدارة النادي، محمد القرم، حول استيلاء مسلحين على النادي، وأنه يقوم بالتحري منذ تلقي الشكوى، إلا أنه لم يصل إلى أي نتائج واضحة حتى اللحظة.

يشار إلى نادي شباب خان يونس قد تأسس عام 1960، ويقدم خدمات رياضية، ثقافية واجتماعية، وأفاد القائمون على النادي بأن آخر انتخابات لمجلس الإدارة قد جرت بتاريخ 25 فبراير 2007، بحضور مندوبيّن عن وزارة الشباب والرياضة، وبلدية خان يونس.

وفي ضوء ذلك، فإن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان:

  1. يطالب بضرورة التراجع عن التطورات التي شهدها نادي شباب خان يونس منذ يوم الأربعاء الماضي.
  2. يبدي استهجانه الشديد من عدم معرفة المسئولين في وزارة الشباب والرياضة بما يجري في النادي، وأن مثل تلك الاعتداءات تشكل اعتداءً على صلاحيات الوزارة وتدخل في شئون ليست من اختصاص حركة حماس وذراعها العسكري.
  3. يؤكد على أن هذا الاعتداء يشكل انتهاكاً للقانون وللحق في تكوين الجمعيات، كما يمثل مساً خطيرا بالعمل الأهلي المدني.
  4. يحذر من تكرار مثل تلك الاعتداءات التي تشكل استمراراً لحالة الفلتان الأمني المستشرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويطالب الجهات المختصة بالعمل الجدي على وقفها والالتزام بالآليات التي نص عليه القانون والأنظمة المعمول بها.