2/6/2009

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وبشدة، سلسلة الاعتداءات التي نفذها المستوطنون ضد السكان المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم شمالي الضفة الغربية المحتلة. وينظر المركز بخطورة بالغة لهذه الاعتداءات المنظمة، والتي أسفرت عن إصابة ستة مدنيين فلسطينيين، وصفت إصابة أحدهم بالخطرة، وإضرام النار في عشرات الدونمات الزراعية. وفي الوقت الذي يخشى فيه المركز من تنامي اعتداءات المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، فإنه يؤكد على الوجود غير القانوني للمستوطنين الإسرائيليين في الأراضي المحتلة، ويدعو المجتمع الدولي للتدخل من أجل الضغط على حكومة دولة الاحتلال لإنهاء كافة مظاهر الاستيطان في تلك الأراضي.

واستناداً لتحقيقات المركز وإفادات شهود العيان لباحثيه كانت الاعتداءات على النحو التالي:

* في حوالي الساعة 12:30 فجر يوم الاثنين الموافق 1/6/2009، شوهدت ألسنة اللهب تلتهم عشرات الدونمات من أشجار الزيتون المثمر وحقول القمح والشعير في أراضي قرية تل، جنوب غربي مدينة نابلس، جراء قيام مستوطني البؤرة الاستيطانية “جلعاد” المقامة على أراضي قرى: تل، جيت، وفرعتة، بإضرام النار في تلك المنطقة. المنطقة قريبة من المستوطنة المذكورة وتعود ملكية هذه الأراضي لمواطنين من القرى الثلاثة. وفي حوالي الساعة 10:00 صباحاً عاد المستوطنون مره ثانية وأضرموا النار مرة أخرى في نفس المنطقة، واندلعت ألسنة اللهب فيها، ولم يتمكن المواطنون والدفاع المدني من إخماد ا لنيران إلا بعد الساعة 3:00 بعد الظهر.

* وفي حوالي الساعة 4:30 فجراً، تجمهر عشرات المستوطنين، انطلاقاً من مستوطنة “قدوميم” على مفرق المستوطنة المتفرع من شارع نابلس ـ قلقيلية إلى الجنوب الغربي، منه جنوب غربي مدينة نابلس. شرع المستوطنون بإلقاء الحجارة على السيارات المدنية الفلسطينية التي كانت تمر على الشارع، ما أسفر ذلك عن إصابة ستة عمال من بلدة جيت، جنوب غرب نابلس، بجراح. وكان المذكورون يستقلون سيارة من نوع (فورد) بيضاء اللون. تم نقل الجرحى إلى مستشفى العربي التخصصي في مدينة نابلس لتلقي العلاج، ووصفت المصادر الطبية جراح أحدهم بالخطيرة جراء إصابته بحجر بالجبين أحدث تهتكاً بالجمجمة ونزيفاً بالدماغ، وأدخل إلى قسم العناية المكثفة داخل المستشفى لصعوبة وضعه. والمصابون هم:

  1. علي حسين علي سدة، 44 عاماً، وأصيب بحجر بالجبين ويرقد في العناية المكثفة.
  2. يحيى مصطفى درويش، 44 عاماً، وأصيب بحجر في رأسه.
  3. شاكر عطية حسن سدة، 42 عاماً، أصيب بحجر في الفك.
  4. زياد محمد عارف السدة، 35 عاماً، وأصيب في الرأس.
  5. أحمد محمد حسين السدة، 33 عاماً، وأصيب في الوجه.
  6. السائق عماد محمد عارف السدة، 37 عاماً، وأصيب في الرأس.

* وفي حوالي الساعة 8:00 صباحاً، أقدم مستوطنو مستوطنة “يتسهار”، جنوبي مدينة نابلس على إضرام النيران في أشجار الزيتون وحقول القمح والشعير في أراضي قريتي بورين، مادما وعصيرة القبلية، وهي أراض قريبة من المستوطنة في مناطق الرمانة، العقدة، أبو حلوف، الميداين، وخلة الشكرون في بورين؛ وبير الشعرة؛ العقدة؛ الخلايل في مادما. وقد

التهمت النيران عشرات الدونمات من تلك الأراضي حتى تمكن المواطنون ورجال الدفاع المدني من السيطرة على الحرائق في حوالي الساعة 3:00 بعد الظهر.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يجدد إدانته الشديدة لهذه الاعتداءات التي اقترفها المستوطنون ضد السكان المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم في شمالي الضفة. ويحذر المركز من تصاعد اعتداءات المستوطنين في ظل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وبخاصة أنها تزامنت مع تصريحات رئيسها بنيامين نتانياهو حول رفضه وقف أعمال البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، ويطالب بما يلي:

  1. كف قوات الاحتلال عن توفير الحماية الدائمة للمستوطنين، وعن التستر على جرائمهم ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، والتي تشكل عامل تشجيع لهم لمواصلة اقترافها.
  2. يدعو المجتمع الدولي للتدخل من أجل الضغط على حكومة دولة الاحتلال لتحمل مسؤولياتها بموجب القانون الدولي، لإنهاء كافة مظاهر الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.
  3. يذكر المجتمعَ الدولي بأن الاستيطان بحد ذاته يعتبر جريمة حرب، وعليه يتوجب على الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة، منفردة أو مجتمعة، تحمل مسئولياتها القانونية والأخلاقية والوفاء بالتزاماتها، والعمل على ضمان احترام إسرائيل للاتفاقية وتطبيقها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بموجب المادة الأولى من الاتفاقية المذكورة.