11 مارس 2004

شهد الأسبوع الحالي تصعيدا خطيرا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم. وخاصة بداية الأسبوع، حيث وقع خلال الأسبوع الحالي العديد من عمليات القتل الجماعية التي راح ضحيتها (32) فلسطينياً.

وخلال هذا الأسبوع واصلت هذه القوات ارتكاب انتهاكاتها الجسيمة ضد السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستمرت باستخدام القوة المفرطة والمميتة في مواجهة المظاهرات السلمية وقتل المدنيين بدم بارد، كما وواصلت عمليات قصف الأحياء السكنية بالمدفعية والرشاشات الثقيلة، وتشديد حصارها العسكري المحكم على المدن والمخيمات والقرى الفلسطينية وعزلها عن بعضها البعض. وخلال الفترة التي يغطيها التقرير قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مواطنين فلسطينيين، 32 منهم 14 شهيد سقطوا في يوم واحد في قطاع غزة، وفي يوم سابق وقع 5 شهداء دفعة واحدة، ومن بينهم 9 أطفال وسيدتين. سقط 11 مواطنين خلال إطلاق النار عليهم، وخلال التوغل سقط 14 مواطناً، وفتى آخر جراء دهسة من قبل مستوطن أثناء ذهابه إلى مدرسة في محافظة القدس. و5 بجريمة اغتيال واحدة وقعت آخر يوم يغطيه التقرير الحالي، فيما قضى رضيع آخر جراء منع وإحتجاز قوات الاحتلال لسيارة الإسعاف التي كانت تحاول نقله الى مستشفى الأطفال في خانيونس ـ قطاع غزة من على حاجز التقاح في المحافظة.

فيما يخص جرائم إطلاق النار التي تعرض لها المواطنين لهذا الأسبوع فقد قضي شهيد ببداية الأسبوع في مخيم طولكرم وذلك يوم السبت برصاص الإحتلال الإسرائيلي وسط مدينة طولكرم أثناء عودته إلى منزله. وذلك إثر إطلاق النار عليه من قبل مجنزرتين وجيباً عسكرياً إسرائيلياً اقتحموا مدينة طولكرم خلالها قاموا بإطلاق النار بشكل عشوائي على منطقة “دوار جمال عبد، والشهيد أحد أفراد الأمن الوطني الفلسطيني. وبذات اليوم السبت أعلن عن استشهاد مواطنان وإصابة ما يزيد عن التسعة آخرون بالقرب من “معبر بيت حانون” شمال قطاع غزة،
جراء إطلاق النار عليهم، وحسب ما ورد الى جمعية (القانون) فقد أصيبا بعد فتح قوات الإحتلال نيران أسلحتها الرشاشة وقذائف الدبابات على موقع للأمن الوطني قرب “معبر بيت حانون”، مما أدى إلى استشهاد المواطنين وإصابة عد آخر. وبساعات مساء ذات اليوم سقط ثلاثة شهداء جدد وجميعهم من قطاع غزة. وفي يوم الثلاثاء الماضي أعلن عن استشهاد المواطنة دلال الصباغ ـ 23 عاماً، جراء إصابتها بعيار ناري في الرأس من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، في الحي الشرقي في مدينة جنين بعد ان إقتحمت الدبابات والجيبات العسكرية الحي خلاله قامت بإطلاق الأعيرة النارية وبشكل عشوائي تجاه منازل المواطنين، مما أدى إلى استشهاد المواطنة الصباغ،

وتم نقلها إلى “مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي” في مدينة جنين. وتجدر الإشارة الى انه بنفس الحادثة أصيب عدد من المواطنين بينهم صحفي يعمل في وكالة الأنباء الفرنسية لدى تغطيته للاحداث هنالك. كما وسقط الطفل محمود عبد الله يونس ـ 7 سنوات متأثراً بجراحه التي كان قد أصيب بها في 7/3/2004 جراء مجزرة مخيم النصرات.

وفي وقت متزامن أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة عن استشهاد المواطنة اعتماد أحمد الكلاب ـ 34 عاماً، وهي متأثرة بجراح أصيبت بها في 4 فجر/3/2004 قرب رفح. وتجدر الإشارة الى أنه بيوم إصابتها كان قد أعلن عن استشهد زوجها عوني كلاب وأصيب 11 مواطناً من عائلتهما اثنان منهما في حالة خطرة، إثر قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمنزلهما بقذيفة صاروخية بذلك اليوم.وبذات اليوم الإثنين استشهد الفتى خالد سليمان ماضي ـ 16 عاماً، وهو من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، نتيجة إصابته بعيار ناري في الرأسي من قبل قوات الاحتلال المتمركزون على أحد الأبراج في وذلك أثناء فلاحته لأرضه بالقرب من مستوطنة “موراج”، مكان وجود الأبراج. وفي ساعات مساء ذات اليوم أعلن عن استشهاد المواطن خالد طه عبد الحافظ ماضي ـ 34 عاماً برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي في سلفيت، كما أصيب ثلاثة آخرين.بعد أن قام عدد من أفراد القوات الخاصة باقتحام المدينة، وباشرت بإطلاق الرصاص على المواطن ماضي، وتجدر الإشارة الى انه صاحب دكان، وتم إطلاق النار عليه أثناء تواجده قرب دكانه الواقع في وسط المدينة، مما أدى الى استشهاده على الفور.

في ساعات مساء يوم الأربعاء أعلنت مصادر طبية في محافظة الخليل عن قتل فتى من مخيم العروب ـ شمالي محافظة الخليل، من مسافة قريبة جداً ويدعى الفتى ثائر محمد هارون الحلايقة ـ 14 عاماً، وتجدر الإشارة الى أن الحلايقة أصيب بما يزيد عن العشرين عياراً نارياً في أنحاء متفرّقة من الجسم، تركزت الإصابات بشكل خاص في منطقتي الرأس الصدر، وأطلقت الأعيرة النارية من مسافة قريبة جداً أثناء تواجده بالقرب من منزله الواقع في مدخل المخيم.

اما بجرائم الإعدام خارج نطاق القضاء فقد أقدمت خلال الأسبوع الحالي على تنفيذ جريمة إعدام خارج نطاق القضاء ، ذهب ضحيتها 5 مواطنين من محافظة جنين، حيث أنه في يوم الأربعاء الموافق 10/3/2004، قامت قوات الإحتلال الإسرائيلية بإطلاق الأعيرة النارية بكثافة على سيارة، كان يستقلها خمسة شبان فلسطينيين يسيرون بسيارتهم في الحي الشرقي من مدينة جنين في الضفة الغربية. حيث فتحت باتجاههم الأعيرة النارية بشكل كثيف من قبل قوة عسكرية إسرائيلية متنكرة في زي مدني، أدى ذلك لسقوط الشهداء أربعة على الفور، وتجدر الإشارة الى أن الشبان جميعاً ينتمون الى كتائب عز الدين القسام، وفي وقت لاحق تسلم الجانب الفلسطيني جثة الشهيد الخامس بعد أن كانت تلك القوات قد اختطفت جثمانه، وهو

كما وواصلت قوات الإحتلال توغلها منذ ساعات صباح يوم الأحد قامت قوات الاحتلال على قتل (14) فلسطينياً من بينهم أربعة أطفال وأوقعت (86) جريحاً، خلال توغلها في شمال مخيمي البريج والنصيرات للاجئين في محافظة الوسطى.

وحسب معلومات وردت جمعية (القانون) من مركز الميزان لحقوق الإنسان ـ عزة، فقد توغلت قوات الاحتلال، بحوالي 23 آلية عسكرية مصحوبة بثلاث جرافات، عند حوالي الساعة الثالثة فجر يوم الأحد، في منطلقة مستوطنة (نتساريم) ومفترق الشهداء جنوب مدينة غزة، لمسافة تقدر بنحو ثلاثة كيلومترات جنوباً، عبر طريق صلاح الدين. وساندتها الطائرات العمودية. وواصلت عدد من الآليات طريقها نحو الغرب، عبر شارع الدعوة غرباً لتفرض سيطرتها على شمال شرق مخيم النصيرات. واقتحمت ثلاث بنايات سكنية، بعد أن هدمت أسوارها وأبوابها الخارجية، واعتلت مجموعة من أفراد تلك القوات أسطح البنايات الثلاث، التي تشرف على مخيم النصيرات وهي: ـ

    • 1. بناية المرحوم عبد الرحمن هاشم غزال المكونة من أربع طبقات

 

    • 2. بناية مازن إبراهيم فائق عليان المكونة من ثلاث طبقات

 

    3. بناية يوسف قويدر المكونة من خمس طبقات وهي قيد الإنشاء.

وأضافة مركز الميزان لجمعية (القانون) أن تلك القوات فتحت نيران رشاشات طائراتها، ومن على أسطح البنايات عشوائياً تجاه كل ما يتحرك، ما أوقع أربعة عشر شهيداً، من بينهم أربعة أطفال، وبلغ عدد الجرحى (86) جريحاً من بينهم جريحان في حال الخطر ونحو (33) طفلاً، وهم جميعاً من سكان المخيمين. كما وقامت قوات الإحتلال بتجريف أسوار المزارع الواقعة شمال مخيم النصيرات، وألحقت أضراراً جسيمة في حافلة لنقل الركاب، كانت متوقفة على جانب طريق صلاح الدين، وتعود ملكيتها لحسن عواد العروقي. وانسحبت تلك القوات عند حوالي الساعة الثامنة وخمسة عشرة دقيقة، لترابط بالقرب من مفترق الشهداء،
وواصلت إطلاق النار على الأطفال الذين احتشدوا بالقرب من المكان حتى الساعة العاشرة من صباح اليوم، حيث انسحبت من المنطقة. كما وتواصلت اعتداءات المستوطنين:ـ حيث صعد المستوطنون المتطرفون في الأراضي الفلسطينية المحتلة من اعتداءاتهم على المدنيين الفلسطينيين، وقد شهدت مدينة الخليل منذ ساعات مساء يوم الجمعة وصبيحة يوم السبت الموافق 6/3/2004، إعتداء قام به عدد من مستوطني “كريات أربع” قرب محافظة الخليل من الجهة الشرقية لمدينة الخليل، على التنكيل بمواطنين يقطنون بالقرب من المستوطنة خاصة منطقة وادي النصارى القريبة، حيث أقدموا على قطع عدد من أشجار الزيتون واللوزيات في المنطقة. وتجدر الإشارة الى أن تلك الأشجار تعود لعائلة دعنا، الواقعة على الطريق الاستيطانية التي تربط مستوطنة “كريات أربع” بالحرم الإبراهيمي الشريف.

في يوم الاثنين أعلن عن استشهاد الفتى خالد موسى هديب ـ 15 عاماً، من سكان البلدة القديمة في القدس متأثراً بجروح أصيب بها قبل قرابة الأسبوع بعد أن قام أحد المستوطنين بدهسه عمداً بسيارته خلال توجهه إلى مدرسته في حي الشيخ جراح ـ طريق رقم (1) الفاصل بين شطري القدس (القدس الغربية عن القدس الشرقية)، وتجدر الإشارة الى ان الفتى هديب هو أحد طلاب الصف العاشر في مدرسة عبد الله بن الحسين القائمة في حي الشيخ جراح القريبة من القدس.

في يوم الأربعاء الموافق 10/3/2004، أعلنت المصادر الطبية في محافظة خانيونس ـ قطاع غزة عن استشهاد الطفل الرضيع حسام عزمي النجار ـ شهرين، وذلك بعد أن أعاقت قوات الاحتلال المتمركزة على “حاجز التفاح” العسكري، سيارة الإسعاف التي كانت تقله إلى المستشفى لمدة تزيد عن الساعة.

وبناءاً على ذلك فإن جمعية (القانون) تطالب مجلس الأمن الدولي بتشكيل محكمة جنائية دولية لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين والمسئولين عنهم. كما وتطالب حكومة إسرائيل بوقف جرائمها البشعة وعقوباتها الجماعية السافرة ضد المواطنين الفلسطينيين فوراً. وبفتح تحقيق في ظروف كافة حالات القتل التي نفذها جنود الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين، وذلك استناداً للمادة (146) من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، والتي تنص على تعهد الأطراف السامية المتعاقدة بأن تتخذ أي إجراء تشريعي يلزم لفرض عقوبات جزائية فعالة على الأشخاص الذين يقترفون أو يأمرون باقتراف إحدى المخالفات الجسيمة، وبملاحقة المتهمين باقتراف مثل هذه المخالفات الجسيمة أو الأمر باقترافها، وبتقديمهم إلى المحاكمة.