14/5/2005
تحل علينا ذكري أليمة على شعبنا الفلسطيني ألا وهي الذكرى السابعة والخمسون للنكبة، وما تحمله من ألام وذكريات شديدة القسوة على ملايين اللاجئين الفلسطينيين ، الذين شردوا في منافي الأرض لتتحقق الأطماع الاستعمارية فى إقامة ما يسمي بالوطن القومي المزعوم لليهود على أرض فلسطين.
تحل علينا هذه الذكري وما زال شعبنا الفلسطيني متمسكاً بأرضة محافظا على هويته عصياً على الهزيمة والاندثار، مصرّا على تحقيق ثوابته وإنجاز حقوقه وعلى رأسها حق العودة وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، وفي هذه المناسبة الأليمة والقاسية جداً علي شعبنا وعلي الرغم من كل ما يتعرض له من قمع وتشريد ونهب للأراضي وتكريس للاستيطان . فقد بدأ الشعب الفلسطيني يقطف ثمار تضحياته وذلك مع إقتراب موعد الإنسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية وإخلاء مستوطناته.
إن هذا الانسحاب ما كان ليتم لولا التضحيات الغالية والدماء الزكية التي قدمها شعبنا في انتفاضته الباسلة ، وهاهو شعبنا المناضل يخوض تجربته الديمقراطية بمشاركة كافة تنظيماته وقواه السياسية الحية التي عبرت عن وعيها وحرصها على مصالح شعبنا العليا من خلال خوض الإنتخابات الرئاسية والانتخابات المحلية بمراحلها الأولي والثانية واستعدادها لخوض الانتخابات التشريعية وتمسكها بوحدتنا الوطنية المتينة ، ورفض الاقتتال الداخلي تحت أي مسمى بإعتبارة خط أحمر لا يمكن لأي فلسطيني تجاوزة ، وذلك بفضل الحكمة العالية التي أبدتها السلطة الوطنية الفلسطينية بمشاركة جميع فصائل الوطنية والإسلامية ، كل ذلك يصب في مصلحة هذا الشعب ويخطو به خطوات نحو تحقيق أهدافه.
إن استمرار العدوان الاحتلالي على شعبنا، هذه الأيام رغم ما يبديه شعبنا من تماسك وضبط للنفس للحفاظ على الهدنة لتفويت الفرصة على أعدائنا يؤكد أن الاحتلال لم يتعلم شيئا و يؤكد انه رغم كل فشل تجاربه السالفة ما زال يتصور أن لجوءه مجددا لاستخدام القوة وبالتنكر للحقوق المشروعة لشعبنا وبمحاولات إملاء الشروط ، وبمصادرة الأرض وتوسيع الاستيطان، وبناء الجدار العنصري العازل وبالتنكر للشرعية الدولية وحتي التنصل من استحقاقات خارطة الطريق وتفاهمات شرم الشيخ وما زال هذا الكيان يتصور انه قادر عل تحقيق ما فشل في تحقيقه قبل وقوع النكبة وما تلاها , كما تتوهم الحكومة الإسرائيلية إن إجرامها سينال من عزيمة شعبنا وان إجرامها سيدفع شعبنا الى الركوع والقبول بنفي نفسه من الوجود، وبالتخلي عن مطالبه العادلة، وبالتراجع عن حقوقه المشروعة .
وبهذه المناسبة الأليمة تود الهيئة الفلسطينية لحماية حقوق اللاجئين ضرورة التأكيد على ما يلى:
-
- 1. تطالب الهيئة الفلسطينية لحماية حقوق اللاجئين المجلس التشريعي الفلسطيني إلي سن قانون العودة الذي يمنع فيه أي جهة فلسطينية رسمية وغير رسمية التنازل عن حقنا في العودة إلى ديارنا التي هجّرنا منها عام 1948. فحق العودة هو حق أساسى أكدته المواثيق والقوانين الدولية وعلى رأسها قرار الأمم المتحدة رقم 194، كما أكّدته حقوق الملكية الخاصة التي لا تزول بالاحتلال أو بالسيادة فهو حق مقدس غير قابل للتصرف , وهو حق شخصي في أصله لا تجوز فيه النيابة أو التمثيل أو التنازل عنه لأي سبب كان.
-
- 2. تدعو الهيئة الفلسطينية لحماية حقوق اللاجئين أبناء شعبنا بسلطته الوطنية وبسائر فئاته وقواه الوطنية والإسلامية الحية والفاعلة وكل مؤسساته المدنية وكل المؤمنيين بحق العودة للاجئين للمشاركة في فعاليات إحياء ذكري النكبة “57” ولا سيما المشاركة الفاعلة فى المسيرات الحاشدة والتى ستبدأ إعتباراً من يوم الاحد الموافق 15/5/2005م فى كافة أرجاء الوطن والشتات ، مجددين العهد بان لا ينال الاحتلال من عزيمة شعبنا، حتى نيل استقلاله، وكنس الاحتلال عن أرضه الطهور، وإحقاقه كافة حقوقه وفي مقدمتها حق العودة للاجئين الفلسطينيين .
-
- 3. تؤكد الهيئة الفلسطينية لحماية حقوق اللاجئين على مشاركتها الفاعلة فى إحياء هذه الذكرى بمشاركة كافة جماهير شعبنا فى الوطن والشتات للتأكيد على تمسكنا بحقوق شعبنا العادلة وعلى رأسها حقة فى العودة لأرضة ودياره التى هجر منها وعلى رفضها المطلق والصريح للاتفاقيات التى تنتقص من حقوق شعبنا التاريخية .
-
- 4. تعيد الهيئة من جديد التأكيد على رفضها المطلق لما يسمى باتفاق جنيف وخارطة الهدف وترفض بشكل مطلق كل المحاولات المشبوه لإسقاط حقنا التاريخي والمقدس في العودة ، وتؤكد في السياق ذاته على أن هذه المحاولات تشكل خرقاً وانتهاكاً صريحاً وخطيراً لمباديء القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة و أن أي اتفاق أو معاهدة لا تلتزم بحقنا المقدس في العودة على بيوتنا وقرانا وممتلكاتنا باطلة من الأساس وستولد ميتة.
- 5. تؤكد الهيئة على أنه وعلى الرغم من أجواء ما تسمي بالتهدئة التي تسود الآن إلا أن مطلبنا الدائم بضرورة توفير الحماية الدولية للاجئين الفلسطينيين فباتت الحماية الدولية مطلب أساسي لا غنى عنه في الوقت الحالي وذلك للتحرر من نير المعاناة والاضطهاد التي ترتكبها إسرائيل بحق اللاجئين الفلسطينيين .