16/5/2009

القدس – انتقد تقرير أصدره مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية اليوم الإجراءات والتدابير العسكرية والأمنية الإسرائيلية المشددة التي واكبت زيارة البابا فندكتوس السادس عشر لمدينة القدس ، واصفا هذه التدابير بأنها الأكثر صرامة منذ فترة طويلة، ولم تكن مبررة.

وقال التقرير إن التدابير التي اتخذت تحت ذريعة توفير الأمن للحبر الأعظم مست على نحو كبير بحرية الحركة والتنقل للأفراد والمجموعات خاصة سكان البلدة القديمة والأحياء المتاخمة لها. واضطرت مدارس المدينة إلى تعطيل الدراسة في معظم مدارسها ، في حين سجلت العديد من التعديات اللفظية والجسدية من قبل عناصر من الشرطة على المواطنين، واعتقل ما لا يقل عن عشرين شابا، عشرة منهم من داخل الخط الأخضر كانوا في طريقهم إلى المسجد الأقصى، إلى أداء الصلاة فيه لكنهم منعوا من ذلك، كما اعتقلت الشرطة الشاب المقدسي علاء الحداد من سكان حارة السعدية ، بدعوى إطلاقه بالونات تحمل أعلاما فلسطينية وأعلام الفاتيكان ، بالإضافة إلى منع المئات من أبناء الطوائف المسيحية من الوصول إلى أماكن العبادة التي زارها الحبر الأعظم، بذريعة الأمن ، ما حول البلدة القديمة إلى مدينة أشباح تعج بالجنود وأفراد الشرطة فحسب، ما اعتبره المركز انتهاكا لحرية الأفراد وحقهم في الحركة والتنقل والوصول إلى أماكن العبادة الخاصة بهم.

وأشار التقرير إلى أن هذه التدابير والإجراءات طالت أيضا الصحافيين الفلسطينيين والعاملين في وسائل الإعلام المحلية، حيث منعوا هؤلاء من تغطية الزيارة والقيام بواجباتهم المهنية ، وفرض تعتيم على زيارة الحبر الأعظم للبلدة القديمة ولقائه بمسئولين فلسطينيين في المسجد الأقصى وأتيح لوسائل الإعلام الإسرائيلية مجال تحرك أكبر وأوسع في تغطية زيارة البابا لحائط البراق التي أبرزتها وسائل الإعلام الإسرائيلية التي شاركت في حملة التضليل الرسمية التي واكبت الزيارة من خلال إطلاق مسميات عبرية على الأماكن المقدسة وعلى شوارع المدينة ، فأشارت إلى جبل الهيكل في حديثها عن زيارته للمسجد الأقصى.

ونقل التقرير عن صحافيين ومصورين صحافيين فلسطينيين تعرضهم لمضايقات من قبل عناصر الشرطة والأمن الإسرائيليين خلال تغطية الزيارة ، حيث منعوا من دخول البلدة القديمة والوصول إلى ألأماكن التي زارها الحبر الأعظم كما قال عوض عوض رئيس لجنة المصور الصحافي الفلسطيني ، وعمار عوض ، ومراسلة إحدى وكالات الأنباء العالمية ، وشمل المنع دخولهم إلى باحات المسجد الأقصى لتغطية لقاء البابا لأسباب أمنية وتعرض صحافيون آخرون لمضايقات من قبل الشرطة على مداخل البلدة القديمة.

وقال التقرير إن أبرز إجراء قامت به السلطات الإسرائيلية هو اقتحامها لفندق الأمبسادور في حي الشيخ جراح في المدينة وتسليمها إدارة الفندق أمرا موقعا من قبل وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يقضي بإغلاق المركز الصحفي الذي افتتح عشية زيارة الحبر الأعظم

للأراضي المقدسة لتوفير الخدمات الإعلامية للصحافيين الذين لم يتمكنوا من تغطية فعاليات الزيارة بدعوى أن السلطة الفلسطينية هي من تقف وراء افتتاح المركز، ما اعتبر مخالفة لما يسمى قانون تطبيق اتفاق أوسلو الذي صادق عليه الكنيست الإسرائيلي في العام 1997 ، وبموجبه تم حظر جميع نشاطات السلطة ومنظمة التحرير في القدس.

واعتبر التقرير إغلاق المركز الصحفي خطوة أخرى في إجراءات إسرائيلية عديدة طالت العشرات من المؤسسات الفلسطينية في القدس التي مضى على إغلاق بعضها أكثر من ست سنوات، إضافة إلى منع النشاطات والفعاليات الجماهيرية بذريعة الأمن.

وأشار التقرير أيضا إلى قرار الجيش الإسرائيلي بمنع إقامة حفل استقبال البابا على المنصة التي أقامها المواطنون في مخيم عايدة بمحافظة بيت لحم لقربها من الجدار متذرعا بالأسباب الأمنية، واعتبر هذا الإجراء إمعانا في الانتهاكات التي واكبت زيارة الحبر الأعظم للأراضي المقدسة ، متهما السلطات الإسرائيلية بمحاولة تسييس الزيارة، لتضاف إلى ما قامت به في القدس ، حيث نشرت مئات الأعلام الإسرائيلية في أحياء المدينة المختلفة خاصة في محيط البلدة القديمة لإظهار أن السيادة على القدس هي بيد اسرائيل.

مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية