18/8/2008

تعرب الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد) عن قلقها البالغ تجاه تزايد حالات الإفلات من العقاب وارتكاب الجرائم بحق المستضعفين وتغييب دور القانون والمحاسبة وعدم المبالاة لاحترام و صون الكرامة الإنسانية و حقوق الإنسان في المخيمات الفلسطينية في لبنان وعلى وجه الأخص في مخيمي عين الحلوة وشاتيلا .

فبتاريخ 1 تموز 2008 تعرضت ريم يحي إسماعيل مصطفى “17 عاما” لإطلاق نار من خلفها أدى فيما بعد إلى وفاتها في مخيم شاتيلا في العاصمة اللبنانية بيروت من قبل مسلحين ينتمون إلى تنظيم “حركة فتح الانتفاضة” (وهو تنظيم انشق عن حركة فتح عرفات خلال العام 1983). وقد نشرت المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان(حقوق) بتاريخ 27/7/2008، تقريراً مفصلاً عن ظروف حادثة قتل الفتاة ريم مصطفى.

وعلى ضوء التقرير المذكور تحركنا لمتابعة القضية التي آلمّت الضمير الإنساني حيث تبين لنا لاحقاً أن المتسببي بإطلاق النار على الفتاة وهم المدعوين “أحمد حزينة” وشخص أخر يدعى “ماهر” وهم عناصر في التنظيم المذكور أعلاه لازالوا أحرار طلقاء دون تحرك المسؤولين والقيمين على أمن وسلامة المخيمات لتسليمهم للقضاء للمحاسبة تحت ذريعة أن أهل الفتاة لم يتقدموا بشكوى ضدهم، أي يعني ذلك أنهم قد أفلتوا من العقاب كما تعودنا على مثل هذه الأعمال في المخيمات الفلسطينية في لبنان نتيجة الغطاء الأمني والسياسي الذي يوفره بعض المسؤولين لهم ولغيرهم .

وبتارخ 15/8/2008 حصل إشكال فردي بين بعض عناصر من “حركة فتح” في مخيم عين الحلوة وما أن تطور الخلاف لإطلاق نار عشوائي في الهواء تسبب بإرباك وخوف وهلع للمدنيين، فبادر أحد عناصر تنظيم ” عصبة الأنصار” (وهو تنظيم إسلامي أصولي) في المخيم ويدعى “بلال قاسم” باستغلال الخلاف الواقع وإطلاق النار تجاه مكان الإشكال المذكور فأصاب الشاب يوسف حسين مسعد”16سنة” (وهو عنصر في حركة فتح) فأرداه على الفور قتيلاً ، ومازال مطلق النار على الشاب مسعد حراً طليقاً دون أن يقدم للسلطات المختصة وقد أفلت هو الأخر من العقاب بذريعة أن تنظيمه هو تنظيم إسلامي نافذ في مخيم عين الحلوة حيث أعتدنا على هذا التنظيم بحماية كل من يرتكب جريمة قتل بحجة أنه “من الإخوة المجاهدين في سبيل الله” وكأن الذين يقتلون كفاراً حسب معتقداتهم .

إن (راصد) إذ تدين هذه الأعمال العبثية اللاإنسانية وتطالب القيادة السياسية الفلسطينية وجميع المسؤولين في وعن المخيمات الفلسطينية في لبنان لوقف هذه الأعمال ولعدم حماية أي قاتل تحت أي ذريعة كانت، لأن القتل منبوذ في جميع الشرائع والديانات السماوية وفي جميع المواثيق الدولية الإنسانية حيث لا يحق لأي كان حرمان أي شخص من حياته التي وهبها له الله وكفلتها له جميع الأديان وطالبت في حمايتها جميع المواثيق، فإننا سنرفع صوتنا عالياً ونطالب الجميع برفع الصوت معنا عبر التالي :

  1. يجب على مسؤولي تلك التنظيمات والمجموعات المسلحة أن يقوموا بالمبادرة السريعة بتسليم القتلة والمتورطين بمثل هذه الجرائم للقضاء اللبناني لتقديمهم لمحاكمة عادلة .
  2. على جميع المسؤولين أن لا يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذه الحالات فالإفلات من العقاب يولد للمجرمين ملاذً في تماديهم بارتكاب جرائم أخرى قد تعكس سلباً على الأمن الإنساني والاجتماعي وعلى سلامة وحياة المدنيين الأبرياء .
  3. نطالب مؤسسات المجتمع المدني لا سيما الحقوقية منها بالتحرر من قيودها والخروج عن صمتها لأخذ دورها في المجتمع الفلسطيني تجاه هذه الأعمال المتنافية مع شرعة ومنظومة حقوق الإنسان.
  4. نطالب الجميع من قياديين وشخصيات ومسؤولين وتنظيمات ومجموعات مسلحة لإحترام شرعة حقوق الإنسان وصون الكرامة الإنسانية ومراعاة شعور أمهات الضحايا الذين سهروا الليالي لتربيت أبنائهم الذين يقتلون وتؤمن الحماية لقاتليهم.

كما أن (راصد) تثمن عالياً الجهود الكبيرة التي يقوم بها بعض المسؤولين في مخيم عين الحلوة لتهدئة واستقرار الوضع الأمني ولكن هذه التهدئة لا تكفي بل نريد حلً لمصلحة المدنيين الأبرياء الذين يعانون ما يعانون من مثل هذه الانتهاكات والتجاوزات اليومية بحقهم وحق كرامتهم الإنسانية .

للإطلاع على التقرير الذي نشرته (حقوق) عن قضية مقتل الفتاة ريم عبر الرابط التالي:
http://www.pal-monitor.org/Portal/modules.php?name=News&file=article&sid=215

الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد)
الإعلام المركزي

http://www.pal-monitor.org/Portal/modules.php?name=News&file=article&sid=222