7/5/2009

بعث مركز “سكايز” برسالة الى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، طالبته فيها دعم المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحرير التي وسعت عملها ليشمل قضيتي اغتيال الصحافيين سمير قصير وجبران تويني، وتسهيل عملها في الدول العربية. إضافة الى إيلاء قضيّة حماية الصحافيين في لبنان الاهتمام البالغ واعتبارها جزءاً أساسياً من قضية حقوق الانسان، والعمل على إلزام الدول العربية باحترام حرية الصحافة بإعتبارها جزءاً أساسياً من مواثيق الأمم المتحدة.

نص الرسالة:

السيد عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية،

يطلّ الثالث من أيار، اليوم العالمي لحرية الصحافة، محاطاً بالقلق الشديد على أوضاع الصحافيين وحريّاتهم وظروف عملهم في لبنان.

لقد شهدت السنوات القليلة المنصرمة توجيه ضربات قاسية للصحافة اللبنانية، حيث تمّ اغتيال الصحافيين سمير قصير وجبران تويني في العام 2005، وجرت محاولة لاغتيال مي شدياق في السنة عينها.

وشهد العام 2006 قصفاً اسرائيلياً لتلفزيون “المنار” واذاعة “النو”ر، وكذلك لفرق صحافية ولمحطات ارسال تلفزيونية واذاعية.

وشهد العامان 2007 و2008 جملة اعتداءات على المراسلين الصحافيين أثناء قيامهم بعملهم في مناطق التوتر من قبل موالين لطرفي النزاع في لبنان.

الا ان العام 2008 انطوى على تدهور داخلي خطير تمثّل بالاعتداءات المسلّحة، من قبل مجموعات معارضة للحكومة اللبنانية، على مؤسسات “المستقبل” الاعلامية، وجريدة “اللواء” ومجلة “الشراع” وراديو “سيفان”، واجبارها على التوقف عن العمل لفترات متفاوتة تحت تهديد السلاح، وإحراق بعضها، ناهيك عن توقيف العديد من الصحافيين اللبنانيين والأجانب والتحقيق معهم من قبل جهات حزبية غير رسمية، والاعتداء على آخرين في وضح النهار، في ظلّ عجز تامّ للأجهزة الأمنية اللبنانية عن منع الاعتداءات وحماية الاعلام.

السيد الأمين العام،

حتى تاريخ كتابة الرسالة هذه، لم يمثل أي من المعتدين على الصحافيين أمام العدالة.

ان بقاء المعتدين خارج دائرة المحاسبة، بما تمثّله المحاسبة من قوة رادعة، يضع العمل الصحافي في لبنان أمام خطر تكرار الاعتداءات عليه، ويضع الصحافيين في لبنان أمام هاجس أمنهم الشخصي بشكل مستمرّ ومتصاعد مع تصاعد حدّة التوتّر السياسيّ.

السيد الأمين العام،

إزاء العجز الذي أظهرته الدولة اللبنانية عن حماية الاعلام والاعلاميين ومحاسبة المعتدين عليهم، ينظر مركز “سكايز” بعين الترقّب الى المحكمة الخاصة بلبنان، والتي توسّع اختصاصها ليشمل قضيّتي سمير قصير وجبران تويني، ويعقد عليها الأمل بأن تتمكن من كشف المعتدين وتقديمهم للمحاكمة.

كما لاحظ مركز “سكايز” بقلق، ضعف حضور قضايا حرية الصحافة وسلامة الصحافيين في لبنان خلال القمم المتوالية التي عقدتها الجامعة العربية اثناء الأحداث المشار اليها آنفاً.

ان الظروف الصعبة التي تحيط بالعمل الصحافي في لبنان، والتي تؤكدها جريمتا الاغتيال اللتين بقي منفذوهما من دون عقاب، والمخاطر المرتبطة بعمل المراسلين الصحافيين بشكل خاص، تدفع مركزنا لمناشدتكم بشكل ملحّ ودعوتكم لايلاء هذه القضية الاهتمام المطلوب بدءاً بدعم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وتسهيل عملها في الدول العربية التي قدّ يشملها التحقيق الدولي، في سبيل الكشف السريع عن مرتكبي جريمتي اغتيال سمير قصير وجبران التويني. وكذلك إيلاء قضيّة حماية الصحافيين في لبنان بالغ اهتمامكم واعتبارها جزءاً أساسياً من قضية حقوق الانسان، ووضعها في صلب عمل الجامعة وإدراجها في جداول أعمال مؤتمراتها وقممها.

كما يطلب منكم مركز “سكايز” العمل على إلزام الدول العربية باحترام حرية الصحافة بإعتبارها جزءاً أساسياً من مواثيق الأمم المتحدة التي وقعتها الدول المنضوية تحت راية الجامعة العربية. وكذلك يدعوكم “سكايز” الى حضّ المنظمات الدولية والاقليمية على تبني قضية حرية الصحافة كشرط أساسي في علاقاتها مع دول الجامعة.