15/5/2009

في مثل أيامنا هذه من العام 1966، وتحديداً في السادس عشر من أيار، أُطلقت رصاصات في مبنى جريدة “الحياة” في بيروت، لتسكت صوت الصحافي الكبير كامل مروّة، ولتحجب حبر قلمه الحرّ عن صفحات النقاش والحوار، ولتخسر الصحافة اللبنانية والعربية بذلك ركناً من أركان الحريّة والتقدّم والفكر النقديّ.

الشهيد كامل مروة
في ذكرى اغتيال الصحافي كامل مروة “سكايز” تناشد القيادات السياسية تحييد الصحافيين عن التوتر السياسي

حضرة المسؤول السياسي،
في مثل أيامنا هذه من العام 1966،وتحديداً في السادس عشر من أيار، أُطلقت رصاصات في مبنى جريدة “الحياة”في بيروت، لتسكت صوت الصحافي الكبير كامل مروّة، ولتحجب حبر قلمه الحرّ عن صفحات النقاش والحوار، ولتخسر الصحافة اللبنانية والعربية بذلك ركناً من أركان الحريّة والتقدّم والفكر النقديّ.

في الذكرى الثالثة والأربعين لاغتيال كامل مروّة، تقف الصحافة اللبنانية مستذكرة قافلة شهدائها، من نسيب المتني ورياض طه وسليم اللوزي، الى سمير قصير وجبران التويني، مروراً بكلّ الذين دفعوا حياتهم وأمنهم ثمناً لصدى كلماتهم..

حضرة المسؤول السياسي،
تطلّ علينا هذه الذكرى اليوم، في وقت تنعكس فيه الخلافات السياسيّة اللبنانية خطراً يومياً محدقاً بسلامة الصحافيين اللبنانيين بشكل عام، والمراسلين الصحافيين بشكل خاص.

فإلى جانب اغتيال سمير قصير وجبران التويني ومحاولة اغتيال مي شدياق، شهدت الأعوام القليلة المنصرمة، ونتيجة لحدّة الخطاب السياسي في لبنان، جملة من الاعتداءات على مراسلين صحافيين يعملون في مؤسسات اعلامية مختلفة، في العديد من المناطق اللبنانية، حيث تمّ التعرّض لهم بالضرب المبرح أو الرشق بالحجارة أوإطلاق العيارات الناريّة، أثناء أدائهم العمل الصحافي وفي وضح النهار.

لقد أصبحت مهنة الصحافة، في السنوات الأخيرة، على رأس قائمة المهن الخطرة، في بلد ما زالت كلّ أطيافه السياسية تتغنّى به منارة للحرية وتباهي بدوره ملجأ للكلمة في هذا المشرق العربيّ.

حضرة المسؤول السياسي،
إن مسؤولية حماية الصحافيين في لبنان لا تقع على عاتق الأجهزة الأمنية دون سواها، وإنما هي مسؤولية لا بدّ أن تشترك في تحمّلها كلّ أطياف المجتمع اللبناني وقواه الحيّة المؤثّرة دون استثناء، وعلى رأسها القوى والشخصيات ذات الحضور والتأثير في الرأي العام في لبنان.

وعليه، فإن مركز “سكايز” يناشدكم، ويناشد القيادات السياسية عامة، إيلاء هذه القضية ما تستحقّ من اهتمام وعناية، بدءاً بتحييد الصحافة والصحافيين عن خطابكم السياسي، وانتهاءً بتوجيه الرأي العام المؤيّد لكم، من خلال القنوات الحزبية والإعلامية، الى ضرورة احترام سلامة المراسلين الصحافيين لأي وسيلة انتموا، والتعامل معهم على كونهم مواطنين يعملون في مجال نقل الخبر والمعلومة، لا كأطراف في النزاع أو أعداء تجب مواجهتهم.

حضرة المسؤول السياسي،
إدراكاً منّا لدوركم ومسؤوليتكم وحجم تأثيركم، وانطلاقاً من قناعتنا بأن المنافسة السياسية والانتخابية برمّتها لاتساوي عندكم قطرة دم واحدة قد تسيل من صحافي لبناني يوم الانتخابات النيابيّة أوقبله أو بعده، نناشدكم القيام بمبادرات سريعة بهذا الاتجاه لما تطرحه هذه القضية من أبعاد إنسانيّة وحضارية، وما تعكسه من صورة حضارية عن لبنان الذي تحبون ونحبّ.

مركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والصحافية في الشرق الاوسط
(سكايز)