12/4/2008

توغلت قوة راجلة تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي وذلك في حوالي الساعة 4:00 صباح الجمعة الموافق 11/4/2008م، انطلاقا من السياج الفاصل تجاه المنطقة الشمالية الشرقية من مخيم البريج، لمسافة تقدر بحوالي كيلو متر واحد، وقامت باعتلاء عدد من المنازل السكنية في المنطقة، فيما عززت القوات الراجلة بعدد من الدبابات والآليات الحربية وطائرات الاستطلاع. وأطلقت الدبابات نيران أسلحتها بشكل عشوائي في المنطقة، كما شرعت الجرافات العسكرية في تجريف الحقول المزروعة بأشجار الزيتون. وفتحت تلك القوات نيران رشاشاتها، عند حوالي الساعة 13:00، من ظهر الجمعة نفسه تجاه مجموعة من الأطفال من سكان المنطقة القريبة من المكان، مما تسبب في مقتل الطفل رياض شريف العويص البالغ من العمر (13)عاماً، كما أصيب (5) أطفال آخرين.

كما أطلقت قوات الاحتلال قذيفة مدفعية، عند حوالي الساعة 14:20 من مساء اليوم نفسه، استهدفت مجموعة من الأطفال كانوا تجمعوا لمشاهدة الأحداث، مما تسبب في مقتل كل من: شهاب محمد أحمد أبو زبيدة، البالغ من العمر (18)عاماً، جهاد محمد سالم أبو زبيدة، البالغ من العمر (19)عاماً، وكلاهما من مخيم البريج، عبد الرازق عطا نوفل البالغ من العمر (18)عاما، من مخيم النصيرات، يوسف علي المغاري البالغ من العمر (18)عاما، من مخيم البريج، وإصابة ثلاثة أخرين وصفت جراح أحدهم بالخطيرة حيث حول إلي مستشفي الشفاء بمدينة غزة حيث أعلنت المصادر الطبية أنه فارق الحياة متأثراً بجراحه وهو الطفل يوسف إبراهيم سرحان البالغ من العمر (15)عاماً، من مخيم البريج، هذا وقد واصلت قوات الاحتلال إطلاق النيران تجاه المواطنين والمتجمهرين حيث بلغت حصيلة الجرحي ممن وصلوا مستشفي شهداء الاقصي في مدينة دير البلح (31) جريحاً، من بينهم (15) طفلاً، كما حول إلي مستشفي الشفاء بمدينة غزة (8) من بين الجرحي وصفت جراحهم بالخطيرة، وفي حوالي الساعة 8:00 مساءا أطلقت الطائرة صاروخا إستهدف مجموعة من المقاومة أدي لاستشهاد منذر محمد أبو هويشل البالغ من العمر (28)عاما، من مخيم النصيرات.

هذا وشرعت تلك القوات في الانسحاب عند حوالي الساعة 10:30 وأكملت انسحابها من المنطقة عند حوالي الساعة 14:00 من مساء اليوم السبت الموافق 12/04/2008، وأشارت حصيلة الرصد الأولي التي قام بها باحثو المركز إلى أن تلك القوات جرفت حوالي (50) دونماً من أشجار الزيتون، وبئر للمياه ودمرت ثلاثة منازل سكنية، ومركبة خاصة، كما كانت تلك القوات اعتقلت (17) فلسطينياً في سياق سياسة الاعتقالات العشوائية التي تشكل مساساً بكرامتهم الإنسانية وأبقت على أحمد محمود أبو سعيد، البالغ من العمر (22) عاماً رهن الاعتقال فيما أفرجت عن الباقين. وتجدرالإشارة إلى أن استمرار منع دخول الوقود والمحروقات إلى قطاع غزة، أسهم بشكل كبير في تأخر نقل الجرحى، الذين وصفت جراحهم بالخطيرة إلى مستشفى الشفاء في غزة بسبب عدم توفر الإمكانيات لمستشفى الأقصى في دير البلح للتعامل مع حالاتهم، والأمر نفسه فيما يتعلق بإخلاء الجرحى من المناطق التي تعرضت للقصف.

مركز الميزان لحقوق الإنسان يعبر عن استنكاره الشديد لأعمال القتل المتصاعدة التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة، ولاسيما والجرحى في صفوف السكان المدنيين ولاسيما الأطفال حيث تشير المعطيات الواردة في البيان أن غالبية القتلى والجرحى هم من الأطفال. هذا بالإضافة إلى استهداف المنازل وتعمد تجريف الأراضي المزروعة التي تشكل مصدراً لعيش السكان. والمركز يؤكد على أن هذه الممارسات تشكل انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني وترقى لمستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

مركز الميزان إذ يطالب بالعمل الفوري لرفع الحصار المفروض على قطاع غزة، والذي يمس بحياة السكان ويهدد بوقف عمل المستشفيات والطواقم الطبية وفي مقدمتها طواقم الإسعاف، في ظل أعمال القتل المتصاعدة، فإنه يجدد تحذيره المجتمع الدولي من مغبة الاستمرار في صمته تجاه هذه الجرائم، ولاسيما في ظل التصريحات الإسرائيلية المتلاحقة، التي تتوعد سكان القطاع بهجمات قاسية.

ويطالب مركز الميزان المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف جرائم الحرب الإسرائيلية وتوفير الحماية الدولية للمدنيين في الأراضي الفلسطينية كجزء من واجبها القانوني والأخلاقي تجاه السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمل الفوري على وقف تصعيد قوات الاحتلال لجرائمها والتي تترافق مع استمرارها في محاصرة المدنيين في قطاع غزة ومساسها بحاجاتهم الإنسانية الملحة.

انتهى