17/01/2009
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدافها المنظم لمنشآت وموظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الدولية (أونروا)، حيث قصفت عدة مدارس حولتها الوكالة إلى مراكز لإيواء المدنيين المهجرين قسرياً، وقصفت سياراتها مرات عدة، كان آخرها قصف سيارة تابعة للوكالة يقودها موظف الوكالة نضال الوحيدي. كما استهدفت قوات الاحتلال مقر الوكالة الرئيس في الشرق الأوسط، الكائن بمدينة غزة، ومخازن المواد الغذائية التي توزعها على الأسر الفقيرة والمعوزة من اللاجئين. وقد عادت تلك القوات صباح اليوم السبت الموافق 17/01/2009 لتقصف مدرسة جديدة في بلدة بيت لاهيا تأوي الوكالة فيها أكثر من ألف وثمانمائة من المدنيين المهجرين. وبذلك يرفع عدد المدارس المتضررة في قطاع غزة إلى (67) مدرسة من بينها (36) مدرسة تابعة لوكالة الغوث الدولية، ومن بين المدارس المتضررة هناك (8) مدارس كانت محلاً للهجوم المباشر.
وجاء تصعيد قوات الاحتلال بقصف مدرسة ذكور بيت لاهيا ليقطع الشك، وليؤكد أن استهداف الوكالة ومنشآتها يدخل في إطار التعمد حيث قصفت بقذائف المدفعية (التي يعتقد أنها فسفورية حارقة) عند الساعة 6:30 صباح السبت الموافق 17/1/2009، لتسقط غرب مدرسة ذكور بيت لاهيا التي حولتها وكالة الغوث الدولية إلى مركز إيواء لعدد من المواطنين الذين غادروا منازلهم في منطقة الغبون في بيت لاهيا. وقد أجبرت إدارة مركز الإيواء على البدء بإخلاء اللاجئين من داخل المدرسة، وأثناء عملية الإخلاء سقطت قذيفة من النوع نفسه داخل ساحة المدرسة وأعقبتها بقذيفة مدفعية عادية – وفقاً لإفادة شهود العيان – حيث سقطت على سطح أحد الفصول الدراسية التي يمكث فيها اللاجئين، ويقع في الطبقة الثانية من المبنى الغربي للمدرسة. وحسب معاينة باحثو المركز فقد اخترقت القذيفة السطح وتطايرت شظاياها داخل الفصول المدرسية وتسببت في قتل الطفلين بلال محمد شحدة الأشقر، (5 أعوام) وشقيقه محمد محمد شحدة الأشقر، (4 أعوام)، فيما أصيبت والدتهما نجود شعبان نصر الأشقر، (25 عاماً) إصابات بالغة تسببت في بتر ساعدها وساقها. ثم عاودت قوات الاحتلال قصفها المدفعي بقذيفة رابعة من النوع المشتعل سقطت داخل المدرسة نفسها وتسببت في إصابة (14) شخصاً من اللاجئين، من بينهم (6) أطفال. وقد أدت هذه الهجمات إلى فرار اللاجئين هرباً من جحيم القصف، حيث لجأوا إلى مستشفى كمال عدوان القريب من مقر المدرسة. ثم فتحت لهم وكالة الغوث مركزاً جديداً للإيواء في مدرسة أسامة بن يزيد في منطقة جباليا النزلة، ويضم الملجأ (320) عائلة، يبلغ عدد أفرادها (1863) فرداً، كما أفاد باحث المركز أن عدد من اللاجئين عادوا للمدرسة التي تم استهدافها نفسها بسبب عدم وجود ملجأ آخر.
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يعبر عن استنكاره الشديد لاستهداف قوات الاحتلال المتواصل والمتصاعد لمنشآت وكالة الغوث الدولية ولاسيما مدارسها، فإنه يؤكد على أن ترتكبه قوات الاحتلال بحق السكان المدنيين وممتلكاتهم في قطاع غزة منذ أن شرعت في عدوانها في السابع والعشرين من كانون الأول (ديسمبر 2008)، جرائم حرب شديدة الوضوح تمثل انتهاكات جسيمة ومنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني. كما يشدد المركز على أن هذه الانتهاكات ولاسيما تلك الموجهة للوكالة الدولية تعبر بوضوح عن مدى استخفاف دولة الاحتلال بالمجتمع الدولي والمؤسسات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة.
والمركز يكرر دعوته وكالة الغوث الدولية، ومنظمة الأمم المتحدة، على ملاحقة الإسرائيليين الذين ارتكبوا، أو أمروا بارتكاب، هذه الفظائع غير الإنسانية كمجرمي حرب بسبب استهدافهم المتعمد للمدنيين والمنشآت المدنية المحمية وفقاً لقواعد القانون الدولي الإنساني.
كما يرحب المركز بالجهود الحثيثة التي تبذلها وكالة أونروا لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين خلال هذه الأزمة، ويدعو المجتمع الدولي إلى عدم التهاون في توفير الحماية لها، ولمنشآتها وطواقمها، وللمدنيين الذين يلجئون إلى مدارسها.
انتهى
مركز الميزان لحقوق الإنسان