دمشق ، 19 تموز / يوليو 2004
من ” أسير في الأردن ” ” إلى ” ِشهيد مدفون في الأردن “!
وتهديد مبطن لزوجته وابنه إذا لم يقرا بأنه شهيد !
” المجلس ” : نحمل الرئيس السوري بشار الأسد شخصيا مسؤولية أي أذى يلحق بأسرته والمطلوب من الحكومة الأردنية أن تقول كلمتها الرسمية الفصل في هذه القضية بأسرع ما يمكن
كشف مصدر مقرب من الفرع 235 في شعبة المخابرات العسكرية السورية ، المعروف باسم فرع فلسطين ، عن أن زوجة السجين السياسي الأقدم في العالم ، الضابط السابق فرحان يوسف الزعبي ، وابنها غياث قد استدعيا مجددا إلى مكتب اللواء حسن خليل ، رئيس شعبة المخابرات العسكرية ، ظهر أول أمس ، 17 تموز / يوليو 2004 وتعرضا لتهديد مبطن إذا لم يقرّا بأن السيد فرحان الزعبي شهيد ومدفون في الأردن منذ العام 1970 !! وفي تفاصيل القضية :
عند الحادية عشرة وعشرين دقيقة من ظهر أول أمس ، وبناء على استدعاء سابق ، حضرت السيدة صباح دامر التركماني ، زوجة المعتقل السياسي فرحان الزعبي ، إلى مقر فرع فلسطين ( الفرع 235 ) في المخابرات العسكرية الواقع في منطقة البرامكة بدمشق ، أول طريق كفر سوسة ، حيث اسقبلهما العقيد عبد الرزاق . وقد قام هذا الأخير بفصل السيدة عن ابنها لحوالي ثلاث ساعات ، إذ نقل ابنها ، السيد غياث ، إلى مكتب اللواء حسن خليل رئيس الشعبة ، الواقع بمواجهة الفرع المذكور ، حيث استقبلهما مدير مكتبه وضابط آخر انتحل صفة ضيف يحمل اسم عصام عبد المجيد أخذ على عاتقه تمثيل دور مسرحي في منتهى الابتذال والانحطاط الأخلاقي . فعلى مدار أكثر من ساعتين حاول مدير مكتب اللواء حسن خليل ، وضيفه المزعوم ( هل سمعتم بضيف مدني يحقق في قضية من هذا النوع داخل قيادة شعبة المخابرات … في سورية ؟!) أن يقنعا ” باللتي هي أحسن ” السيد غياث الزعبي بأن والده ” شهيد منذ العام 1970 ، ومدفون في الأردن إلى جانب هاجم الهنداوي ” رغم كل الأدلة التي تؤكد أنه سلم من قبل الحكومة الأردنية إلى السلطات السورية في أيلول / سبتمبر من العام 1974 بعد تدخلات قامت بها عشيرة آل الزعبي في الأردن ، وجهات أخرى ، لدى الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال . هذا على الرغم من أن فرع فلسطين المذكور كان ، في وقت سابق من الشهر الماضي ، قد أبلغ السيدة صباح دامر وابنها وشقيق زوجها بأكذوبة أخرى تفيد بأن ” السيد فرحان الزعبي معتقل في الأردن ، والسلطات السورية تطالب به منذ ثلاثين عاما ” !!
وفي تفاصيل هذه المسرحية السخيفة أن مدير مكتب اللواء حسن خليل ، وضيفه المزعوم ( ضابط المخابرات عصام عبد المجيد ) سألا السيد غياث عما إذا كان استخدم وثيقة ابن شهيد للاستفادة من الامتيازات المقدمة لأبناء الشهداء ، فنفى لهم ذلك ، مشيرا إلى أنه درس الرياضيات بجدارة درجاته في الثانوية العامة . وحينها تفتق ذهن الضابطين العبقريين عن خرافة تفيد بأن ” طلاب كليات الطب هم فقط من يستفيد من الميزات الممنوحة لأبناء
الشهداء في القبول الجامعي ، ولو أنه درس الطب لكان استفاد من امتيازات أبناء الشهداء” ، على الرغم من أنه حتى العجائز الشمطاوات في سورية تعرف أن أبناء الشهداء يحق لهم اختيار أي فرع جامعي دون الرجوع لدرجات شهادة الثانوية العامة !
وحين أسقط في أيدي الضابطين ، لجأا إلى حيلة أكثر غباء ، حيث سألا السيد غياث عما إذا كان خدم الجندية ، فأكد لهم ( والوثائق لديه ) أنه معفى من الخدمة العسكرية باعتباره ” وحيدا لأبوين على عقيد الحياة ” وأنه قدم للجهات المختصة في إدارة التدريب العسكري الجامعي وثائق صادرة عن مديرية التجنيد العامة في محافظة درعا ، ودائرة النفوس في المحافظة ، تؤكد أنه ” وحيد لأبوين على قيد الحياة ” . هذا بالإضافة إلى أن بيانات التركات لا تزال تصدر باسم والده ، وليس باسم الورثة ( يعني أنه على قيد الحياة) !!
وفي خاتمة المطاف سأله الضابطان ” ألم تقتنع بأن والدك شهيد ” ؟ فأجابهما ” لو عشت مئة عام لن أقتنع إلا بأنه موجود عندكم ، لأن جميع الأدلة والوثائق تؤكد أنه عندكم منذ العام 1974 “. وعندها قالا له ” أبوك شهيد مدفون في الأردن ، وافعل ما شئت ” ، مضيفا ” نحن لم نشأ أن نقول لكم هذا مباشرة ” !! فتصوروا !! تصوروا نظاما يصل به الانحطاط الأخلاقي والخسة إلى حد الصمت 34 عاما على “اسشهاد” أحد ضباطه ، ويخفي قضية من هذا النوع ثلث قرن عن أسرته ( هذا بافتراض صحة هذه الأكذوبة ) ، رغم أن هذه الأسرة تطرق أبواب السلطة منذ ثلاثين عاما من أجله : مرة يعطونهم إذنا بزيارته ويمنعونهم من رؤيته في اللحظات الأخيرة ، ومرة يقولون أنه غير موجود عندهم . لكن لا يتورعون عن اعتقال عنصر المخابرات السابق في فرع الحلبوني ، سعيد الكردي ، لمجرد أنه أطاع رئيسه وذهب إلى منزل أسرة السجين كي يحضر له بعض الملابس إثر تسلمه من السلطات الأردنية ! والآن يقترح مدير مكتب اللواء حسن خليل أن تتم مواجهة بين اللواء ناجي جميل القائد السابق للقوى الجوية وشقيقه ضابط المخابرات السابق هشام جميل اللذين حاولا مساعدة السيدة في زيارة زوجها وأكدا لها ، نهاية السبعينيات ، أنه موجود عندهم ! وكأن ضابطين موضوعين تحت ” الإقامة الجبرية ” منذ العام 1984 يتجرآن على الإعتراف في دولة من هذا النوع بأن الشمس تشرق من الشرق إذا كان رأي السلطة يقول بأن الشمس تشرق من القطب الشمالي !
إن المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والصالحة في سورية ، وإذ يدين هذه الممارسات اللا أخلاقية التي وصلت إلى درك من الانحطاط والبذاءة لا سابق لهما في سورية ، حتى في عهد الديكتاتور الدموي الراحل ، يحمل الرئيس بشار الأسد شخصيا ، وليس أي شخص آخر في نظامه ، مسؤولية أي أذى يلحق بأسرة المعتقل فرحان الزعبي ، ويطالبه بوقف هذه المهزلة المخجلة التي يقوم بها جنرالته القتلة ، وبإصدار أمر فوري بإطلاق سراحه دون قيد أو شرط . فالقضية أصبحت في أيدي المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ، والفضيحة ستنكشف أولا وأخيرا ، ومن الأفضل له ولسمعته ـ إذا كان عسكره قد أبقوا له منها شيئا ـ أن يبادر هو بالذات إلى فتح ملفها . وفي الآن نفسه نناشد جلالة الملك عبد الله وحكومته ، وبشكل خاص وزير داخليته ، الإسراع بوضع حد لأكاذيب وادعاءات المخابرات السورية . وذلك عبر تقديم الوثائق التي تثبت أن السيد فرحان الزعبي سلم إلى سورية في أيلول / سبتمبر 1974 . ونحن متأكدون من أن عملية التسليم قد تمت أصولا على الحدود الأردنية ـ السورية في ذلك التاريخ .
لمزيد من المعلومات والتفاصيل قضية فرحان الزعبي ، والوثائق التي تثبت أنه على قيد الحياة على الأقل حتى صيف العام 1999 ، يرجى العودة إلى الروابط التالية :
http://www.hrinfo.net/syria/nctjrs/pr040524.shtml http://www.hrinfo.net/syria/nctjrs/pr040620.shtml