17/3/2006

نعم.. هذه هي الخطب التي ألقاها الشيخ الدكتور عبد العزيز الخطيب الحسني الشافعي الدمشقي في جامع الدرويشية، والتي أثارت كل ذلك الكلام عن التكفير والتخوين والتهديد وهدر الدم…. لعله من الغريب أن ننشرها هنا، حيث شُملنا بالكثير الكثير مما قاله الشيخ الدكتور. بأسلوبه الخاص وكلماته الخاصة. لكننا نفعل ذلك لأسباب عدة:

1- منذ اللحظات الأولى لعملنا أكدنا، بالقول والعمل، أننا نؤمن بالحوار إيماناً مطلقاً لا يضع أي اشتراط. ونعرف معرفة لا تتزعزع أن هذا البلد لم يكن، ولن يكون إلا لجميع من فيه. وجميع من فيه لهم الحق المتساوي في أن يناقشوا قضاياهم ويقولوا أراءهم فيها. وسواء أعجبنا هذا الرأي أم لا، بل سواء قبِلَنا هذا الرأيُ أو ذاك وحاوَرَنا أم لا، فإننا لن نتوانى لحظة واحدة، لأي سبب كان، عن المزيد والمزيد من الحوار في كل ما نعتقده يستحق ذلك.

2- فضلنا، بدلا من القيل والقال حول هذا الرأي، أن ننشره بحذافيره. فلا يكون هناك مكان للتقولات. ويمكن لمن يشاء أن يعرف، بالضبط، ما الذي قيل.

3- قلنا ذلك سابقاً ونؤكده: نعرف جيداً أن هناك آراء وتيارات في بلدنا، في الدين والمجتمع كما في غيرها. وهذه الأراء التي ننشرها اليوم، هي جزء من تيار موجود. إلى جانب رجال ونساء دين لم يتوانوا لحظة عن إثبات أن الإسلام، كما الأديان السماوية والعقائد السامية جميعاً، لا هدف له سوى الإنسان العاقل المفكر والمجتهد. الإنسان القادر على أن يحمل القيم الأخلاقية الرفيعة، ويحققها في حياته الخاصة والمجتمعية.

نود أن نقول أننا حافظنا على النص الأصلي لهذه الخطب، كما هي الصورة الموجودة لدينا، دون أي تدخل حتى في أخطاء طباعية واضحة. كما أننا، وعلى عكس التزاماتنا بأن السياسة بشكلها المباشر هي خارج اهتمام الموقع، تركنا، على سبيل الاستثناء، كل الفقرات السياسية في هذه الخطب، فقط لكي لا يكون هناك أي نقص فيها. ولكي يكون السياق كاملاً متكاملاً.

وهذا رجاء ومناشدة أن نقرأها بهدوء وتمعن، دون أية مواقف انفعالية أياً كان اتجاهها.