2 مايو 2004
السيد عبد العزيز السيد الأمين العام للأحزاب العربية
السادة أعضاء الأمانة
العتب عليكم.. وبعد
أيها السادة قد لا تكونون منتبهين أصلاً إلى الموقع الذي ترشحكم إليه الشعوب التي تنتمون إليها. ولا إلى الأمل الذي تعقده عليكم.. وأنتم في قمة ما يدعى بالنخب السياسية العربية، التي يناط بها مشروع الخلاص من الاستبداد وإشاعة الحالة الديموقراطية في عالم عربي منكود ومستبد به.

    أيها السادة وأنتم تخيمون هذه الأيام في فناء الاستبداد، وتدورون في فلكه وتسبحون بحمده تتناسون أن الاستبداد هو جرثومة المصائب وأصل البلاء هو الذي ضحى بالأرض والكرامة والعرض، وترك الأمة أجمع وأنتم ونحن من أبنائها أضيع من الأيتام على مآدب اللئام. ففلسطين مضاعة والعراق محتل، والمستبد رهن الإشارة يقوم بأمر ويقعد بأمر. الاستبداد أيها السادة.. هو الذي حفر المقابر الجماعية، ووأد أنفاس الصبح، وقمع تطلعات الشعوب.

من حق إحساسكم بالكرامة عليكم ومن حق الشعوب التي تظنون أنكم تنتمون إليها أن ترفضوه..

    قد لا تعلمون أي موقف صغار، في أعين شعوبكم تقفون وأنتم تروحون وتجيئون في دمشق المحزونة ودمشق المكبوتة.. ودمشق المحرومة منذ نصف قرن من نسمة حرية، من صحيفة تنطق باسم بنيها، من حزب تمتلئ رئتيه بأنفاس الغوطة.

في دمشق التي قررتم أن تجتمعوا تحت رايات حزبها الواحد والقائد والوصي: نواب سجناء، وأطفال سجناء، ومناضلون سجناء!!

    إذا كانت معركة الأمة واحدة، فيما نقدر وتقدرون فإن أولى خطواتها في أصر هؤلاء المستبدين عن سياسات الظلم، ولزوم دوائر وجودهم الحقيقية أفراداً في هذا الوطن لهم ما لكل مواطن فيه.

السادة الشرفاء..

لقاؤكم في دمشق، وسكوتكم عن جرح بنيها، تستنكره أرواح الضحايا، وأنات المعذبين، تستنكره الأجساد التي تذوب في أعماق الزنازين، والأرواح الأسيرة في أقفاص الظالمين.
باشمئزاز وامتعاض ينظر إليكم أبناء سورية الحرة المتطلعون إلى الحرية. وإن أبى عبيد الخصب أينما حلوا وارتحلوا.

المدنيون الأحرار
2/5/2004