15 أغسطس 2004

في كل عام في مثل هذه الأيام، تبدأ جولة من جولات المحنة للناجحين في شهادة الثانوية العامة من أبناء المهجرين القسريين، المبعدين عن وطنهم. جيل من الشباب، ألحق بالعقوبة بآبائه، يتلفت حوله في كثير من دول العالم العربي أو العجمي دون أن يجد له مقعداً جامعياً، يؤسس من خلاله لمستقبله الشخصي والوطني. وبعضهم إن وجد، تقصر بأسرته اليد عن تمويل دراسته في أقطار تكلفة التعليم فيها عالية جداً. وليس جميع هؤلاء المهجرين كما قد يتبادر إلى ذهن البعض من نزلاء فنادق النجوم الخمسة!!

لسنا بحاجة إلى التذكير بالمواهب المتقدمة التي يحصلها هذا الجيل من الأبناء والبنات. ولسنا بحاجة إلى أن نذكر أن هذا الجيل في نهاية المطاف جزء لا يتجزأ من المجتمع السوري.

نذكر بأن بعض السفارات السورية، وهذا أمر معيب جداً، تضع العراقيل حيث أتيح لها، في طريق انتساب هؤلاء الشباب إلى أي جامعة قد تقبلهم، وكل سفير يظن أنه حين ينجح في قطع الطريق على هؤلاء بحرمانهم من بعض الوثائق والمتطلبات؛ إنما يقدم خدمة للحزب والدولة والرئيس!! بل إن بعضهم يتصور أنه حين ينجح في مثل هذا، قد أحرز النصر الذي كان يجب أن يحرزه في السابعة والستين.

مطلوب على سلم أولويات رئيس الجمهورية أن يخرج قضية الجيل الناشئ البريء من اللعبة السياسية، وأن تكون الدولة التي يمثلها الرئيس وينتمي إليها هؤلاء بلا وزر ولا جريرة، فوق عوامل الثأر والانتقام.

المطلوب لفتة رئاسية حقيقية تعطي الرئاسة اعتبارها.. تفتح أبواب القطر أولاً، وأبواب الجامعات ثانياً أمام أجيال من المغتربين.. ليجدوا في وطنهم ما حرموا منه طوال عشرين عاماً من أعمارهم. بل ليجدوا أوطانهم التي فقدوها أو التي سلبت منهم. المطلوب من رئيس الجمهورية، وبوصفه رئيساً للجمهورية أن يرفع منديل الأمان لأبناء هذا الجيل أجمع.

يهمس بعض المعارضين بأن بعض أبنائهم الذين تجرؤوا وغامروا أصبح طعمة لعفن الزنازين!!
وعنا عاجل إلى نظر الرئيس
المدنيون الأحرار