7/10/2007
وتكررت حوادث قذف الزوجة بوابور الجاز المشتعل مما أدي للوفاة في حالات كثيرة .. لم نلق تلك الزوجات..ولكن تابعنا ما حدث علي صفحات الجرائد.. جرائم بشعة تتم في لحظة وتترك آثار لا تنمحي إلا بالموت.
هذه المرة كان نوعا جديدا من الحروق التي أحدثها الزوج وأمه في الزوجة التى لم تتجاوز سن الطفولة بعد ..فعمرها 17 سنة فقط..
هذه المرة امتد التعذيب بالحرق وقتا أطول لم يوقفه الصراخ والألم الجنوني. .لم يشفع للزوجة حملها والابن المنتظر..قيدت الزوجة بالحبال وحمي السكين علي النار وكويت بيد الزوج في أكثر من نصف الجسم.. الظهر كله..الصدر والبطن بكاملهم..الأليتين ومنطقة العانة .. الذراع الأيمن.. وبالمكواة حرق الخد الأيمن.
استغرق التعذيب وقتا . كانت هناك فرصة للتراجع بعد دقائق من انفجار الغضب ..لكن لم يحدث حتى تم شي ريهام في أكثر من نصف جسدها. وأثناء وصلة التعذيب أجبرت الزوجة علي التوقيع علي إيصال أمانة 640000 ألف جنيه..أي أكثر من نصف المليون؟ من أين للزوج المغوار بهذا المبلغ الذي ادعي أن زوجته بددته وهو لا يملك غير وظيفة متواضعة ..حيث يعمل فرانا .. ولا يملك شقة خاصة للزوجية إنما يقيم في بيت عائلي يضم والدته وأخوته وزوجاتهم بأحد مراكز محافظة المنوفية…
هل ما زال هناك من يدافع عن حق الزوج في تاديب زوجته؟ هل هناك من يدافع عن أن العنف داخل الأسرة شأن خاص لا ينبغي لأحد الغوص فيه..هل هناك من يرفض محاكمة الأزواج الجناة في جرائم العنف الأسري بدعوى أن الشكوى والتقاضي ستزيد من الخلافات ويهدم كيان الأسرة؟؟ ألف هل وهل تتزاحم في رأسي وأنا اسجل حالة ريهام..ولكن ..
اليكم بقصة ريهام كما وردت علي لسانها .. ولكم الرأي.
” من أول الزواج وفيه مشاكل في العلاقة الزوجية رغم إننا اتجوزنا عن حب واكتفيت بالإعدادية وما كملتش تعليمي عشان نتجوز.. من أولها بدأ يمد إيده عليه ..لو صحيته عشان يروح شغله أنضرب.. لو سبته نايم أنضرب لو قلت لأبوه يصحيه أنضرب..غضبت ورحت بيت امي..أمي غلبانة بتشقي عشان تربينا بعد ما مات أبويا..أمي رجعتنى لبيت جوزى..بعدها قعد أسبوعين كويس وما بيضربنيش لكن رجع تاني للضرب والإهانة..
في العيد الكبير اللي فات كان فرح أخته لما رجعنا البيت قاللي انت كنت قاعدة تبصي للناس كده ليه؟ علي الطلاق لحرقك..قلت له خلاص ولع السيجارة واحرقنى..قاللي لأ مش بالسيجارة..حبسنى وكتفنى هو وأمه.. وجاب سكينة.. يسخنها ويحرق في جسمي..سخن مفتاح الشقة وحرق وشي..وبالمكواة في رجلي.. ضربنى بعصايا علي رجلي كسرها وبالبوكس في وشي كسرلي سنه من اسناني…وخبطنى في راسي فتحها ييجي سبعة سنتي… ما ودنيش لدكتور بس جاب لي مرهم من الأخزخانة أحطه علي الحروق…حبسنى بعدها أربع شهور ما اطلعش برة البيت ولا أرد علي تليفونات ..ولما أمي تيجي تزورني يطردها من ع الباب..حماتى كانت بتضربنى علي ظهري وبطنى عايزة تسقطنى وتقوللي العيل ده مش عايزيينه..لكن ربنا ستر والحمل كمل…. لما جه ميعاد الولاده قلت لحماتى انا تعبانة وبطنى بتوجعنى قوى الظاهر إنى بولد..قالت لأ ده أنت شامة حاجة..وسابتنى..لما التعب زاد قوي جابولي ممرضة ولدتنى في البيت.
بعد أسبوع من الولادة سبت البيت بالعافية بعد ما طوب الأرض اتوسط عند جوزى.. رحت لأمي ..اتفاجئت باللي حصل لي وودتنى المستشفي المركزي..أربع دكاتره كانوا بيشوفونى وينادوا علي بعض عشان يشوفوا جسمي المحروق..
رفعنا قضية عليه..لما عرف قدم وصل الأمانة وبيهددنى يآخد البنت منى.
أنا خايفة قوى أحسن يآخدها منى ..بقيت خوافة وعصبية.. طول ما أنا صاحية بافكر في اللي حصل ولما أنام بأتفزع أمي قالت لي بتفزعي وانت نايمة .. صحتى دلوقت بدأت تتحسن كنت خسيت جامد قبل ما أسيب البيت كنت عاملة زى المسلولين.. عايزة أطلق منه وعايزة بنتى تفضل معايا .. ولو ممكن تساعدونى في علاج آثار الحروق اللي في جسمي يبقي كتر خيركم..” انتهت شهادة ريهام.. ولكن قضية العنف ضد النساء لم تنته بعد.. حالة من مئات الحالات التي امتلكت الشجاعة للشكوى ووجدت طريقها للمنظمات الحقوقية ووافقت علي نشر قصتها..ولكن هناك الآلاف اللاتي يعانين في صمت.. ولا يجدن من يرفع عنهن الظلم أو يشاركهن الألم..
فلتكن قصة ريهام جرسا يدق الناقوس المصاب بالعجز والشلل..ناقوس الخطر الذي تعانيه بعض النساء في بيت الزوجية.