17 يونيو 2004
كشف أسير فلسطيني أن السجانين الإسرائيليين قاموا صباح أمس بإجبار عدد كبير من زملائه الأسرى على التعري بشكل جماعي خلال عملية التفتيش الصباحية والوقوف مواجهة لبعضهم البعض.
وأضاف الأسير -الذي رفض الإفصاح عن اسمه- في اتصال هاتفي مع مراسل الجزيرة نت في نابلس من سجن شطة الإسرائيلي أن القسم الذي يوجد به يضم نحو 70 أسيرا، وقد أجبرهم السجانون على التعري تحت تهديد السلاح والخروج إلى الساحة العامة أمام بقية الجنود في المعتقل.
وأوضح الأسير، أن هناك عمليات تفتيش يومية يتعرض لها الأسرى بحجة البحث عن أجهزة خلوية مهربة أو مواد حادة يتعرضون خلالها للضرب والركل من الجنود الذي يلبسون الدروع الواقية ويقف خلفهم جنود يشهرون سلاحهم لحين انتهاء التفتيش، لكن هذه المرة اختلفت الصورة فأجبروا الأسرى على خلع كل ملابسهم حتى الداخلية منها والخروج إلى الساحة العامة.
وأكد المعتقل أن هناك أساليب قمعية “لا تخطر على بال أحد” يستخدمها المحققون ورجال المخابرات والجنود والسجانون بحق المعتقلين الفلسطينيين، ولكن لا أحد يتحدث عنها، مضيفا “لو كانت هناك كاميرات تصوير لفضحنا تلك الممارسات”.
رسالة مسربة
وكشف أسرى آخرون في رسالة سربت من السجن نفسه عن إقدام سجانين إسرائيليين على محاولة اغتصاب ثلاثة من زملائهم الأسرى.
”الأسرى أكدوا أن إدانة ممارسات التعذيب الأميركية في سجن أبو غريب كشفت أن الإنسانية ما زالت بخير وأن الرأي العام العالمي وإن غفا فإنه سيستفيق إذا ما استصرخ ويتحرك إذا ما حرك”
وأضافت الرسالة التي تلقت الجزيرة نت نسخة منها أن عددا من السجانين اقتادوا المعتقلين “س ص” من مدينة طوباس و”ر ع” من دير حنا و”س ص” من جنين لإحدى الزنازين، كل على حدة، وتحت الضرب والتهديد وأرغموهم على خلع ملابسهم بدعوى التفتيش وبعد تعريتهم وتفتيشهم، جرت مهاجمه المعتقلين وتقييد أيديهم ومحاولة اغتصابهم لإركاعهم وإذلالهم.
وقالت الرسالة إن السجانين جوبهوا بمقاومة عنيفة أدت لفشل خطتهم، ولكنهم أساؤوا بشكل مباشر للأسرى بعد ملامسة المناطق الحساسة بأجسادهم وهددوهم باغتصاب وإجراءات أشد إذا قاموا بفضح القضية.
وقد أثارت هذه الحادثة سخط بقية المعتقلين الذين أعلنوا حالة الاستنفار العام، وجرى تنفيذ عدة خطوات احتجاجية. وقال الأسرى إن إدارة السجن تجاهلت هذه الاحتجاجات وهي تواصل يوميا المداهمات والإهانات ورفض التفتيش إلا بتعرية الأسرى، حيث تواكب ذلك إجراءات استفزازية مهينة.
لجنة تقص
وطالب الأسرى والأسيرات الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية مؤسسات حقوق الإنسان بتشكيل لجنة تقص للحقائق حول الانتهاكات التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية ضد الأسرى والأسيرات في المعتقلات، مؤكدين استعدادهم للتعاون مع لجنة التحقيق وتزويدها بالأدلة والبراهين اللازمة لإثبات حجم المأساة.
وقال الأسرى إن الهزة العنيفة التي تعرض لها الضمير الإنساني حيال صور التعذيب والإهانة التي تعرض لها الأسرى العراقيون على أيدي قوات الاحتلال الأميركي عكست مشاعر إنسانية صادقة، و أكدت أن الإنسانية ما زالت بخير، وأن الرأي العام العالمي وإن غفا فإنه سيستفيق إذا ما استصرخ ويتحرك إذا ما حرك.
ودعا الأسرى إلى العمل السريع والمشترك لتشكيل فريق حقوقي دولي أو لجنة تقص للحقائق حول الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل ضد الأسرى والأسيرات في سجونها.
و ختم الأسرى مناشدتهم بالقول “هذا النداء هو بمثابة مناشدة خاصة مباشرة لكل المؤسسات والأفراد ذوي الصلة ولكل أبناء الشعب الفلسطيني والعربي والعالمي، وكلنا أمل أن يجد الاستجابة اللازمة والتفاعل الذي يستحق”.
ــــــــــــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت – سامر خويرة
المصدر :الجزيرة
عن صفحة قناة الجزيرة
17/6/2004