12/12/2008
“اللغات هي من المقومات الجوهرية لهوية الأفراد والجماعات وعنصر أساسي في تعايشهم السلمي. كما أتها عامل استراتيجي للتقدم نحو التنمية المستدامة، وللربط السلس بين القضايا العالمية والقضايا المحلية… تعدد اللغات عن بصيرة هو الوسيلة الوحيدة التي تضمن لجميع اللغات إيجاد متسع لها في عالمنا الذي تسوده العولمة.
لذلك تدعو اليونسكو الحكومات وهيئات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية والجمعيات المهنية وجميع الجهات المعنية الأخرى إلى مضاعفة أنشطتها الرامية إلى ضمان احترام وتعزيز وحماية جميع اللغات، ولا سيما اللغات المهددة، وذلك في جميع مجالات الحياة الفردية والجماعية.”
السيد كويشيرو ماتسورا
رسالة المدير العام لليونسكو بمناسبة
الاحتفال بالسنة الدولية للغات 2008
ففي 16 أيار/مايو 2007 أعلنت الجمعية العامة سنة 2008 السنة الدولية للغات، ودعت الدول الأعضاء والأمانة العامة للأمم المتحدة إلى تعزيز المحافظة على جميع اللغات التي تستخدمها شعوب العالم وحمايتها (القرار 61/266). ودعت الجمعية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للعمل كوكالة رائدة في هذه السنة. وإذ تشير الجمعية العامة إلى أن التنوع اللغوي عنصر هام من عناصر التنوع الثقافي، تحيط علما ببدء نفاذ اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي. ودعت الجمعية الدول الأعضاء ومنظومة الأمم المتحدة وكافة الجهات المعنية الأخرى إلى إيجاد الأنشطة الهادفة إلى تعزيز احترام جميع اللغات، ولا سيما اللغات المهددة بالاندثار، والتنوع اللغوي وتعدد اللغات، وتعزيزها وحمايتها، وإلى دعم هذه الأنشطة وتكثيفها. ويأتي هذا الاحتفال في وقت تتفاقم فيه الأخطار المحدقة بالتنوع اللغوي. فاللغات وسيلة جوهرية للتواصل بكافة أنواعه، والتواصل هو ما يجعل التغيير والتطور ممكنا في المجتمع البشري. فاستخدام أو عدم استخدام لغة معينة كفيل بفتح أو بسدّ الأبواب أمام شرائح واسعة من المجتمع في أرجاء شتى من العالم. وللاحتفال بالسنة الدولية للغات، تدعو اليونسكو الحكومات وهيئات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية والجمعيات المهنية وجميع الجهات المعنية إلى مضاعفة أنشطتها الرامية إلى تعزيز وحماية جميع اللغات، ولاسيما اللغات المهددة، وذلك في جميع مجالات الحياة الفردية والجماعية.
كيفية المساهمة | مجالات العمل الممكنة :
تتخذ المشاريع المتعلقة باللغات والتعدد اللغوي أشكالا عدة منها بناء القدرات،وأنشطة البحث والتحليل، والتوعية، ودعم المشاريع، وتطوير الشبكات، ونشر المعلومات. ولما كانت هذه الأنشطة تغطي – بحكم طبيعتها – أنشطة مستويات مختلفة (المستوى المحلي أو الإقليمي أو العالمي)، فكثيرا ما تكون هذه الأنشطة متعددة التخصصات، ولكنها قد تتناول أيضاً جوانب خاصة بقضايا اللغات من بينها ما يلي:
• المبادرات التعليمية التي تعزز الاستيعاب ونوعية التعلّم من خلال دعم التعليم بلغتين والتعليم المتعدد اللغات، ولاسيما استخدام اللغات الأم، في جميع المراحل وفي إطاري التعليم النظامي وغير النظامي، بما في ذلك الاهتمام بإعداد المعلمين، وتوفير برامج محو الأمية والتربية الصحية.
• المشاريع في مجال العلوم والتي ترمي إلى تعزيز الاتصال والتعاون بين الباحثين العلميين والمؤسسات العلمية عبر التنوع اللغوي؛ وترجمة المواد العلمية ونشرها لدى المجتمعات المحلية للتغلب على الحواجز اللغوية؛ والإقرار بالدور المركزي الذي تؤديه اللهجات المحلية في تشكيل أنماط المحلية للمعرفة.
• المشاريع في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية والتي تركّز على اللغات وحقوق الإنسان والحقوق الثقافية والهجرة والتوسع العمراني والقضايا الاجتماعية الأخرى (مثل الاستبعاد والفقر).
• المشاريع حول الثقافة والتي تتعلق بالتنوّع الثقافي، والحوار والتبادل، وحماية التراث الثقافي، وصون اللغات المهددة (من خلال أنشطة الترجمة والنشر مثلاً).
مبادرات الاتصال والإعلام التي تركز على بناء مجتمعات المعرفة تكون المشاركة فيها والانتفاع منها متاحة للجميع؛ وتعزيز تعميم الانتفاع بالمعلومات، وتوسيع نطاق الانتفاع بتكنولوجيات المعلومات والاتصال من خلال ضمان استخدام عدد أكبر من اللغات؛ وتعزيز التنوّع الثقافي واللغوي في مجال وسائل الإعلام وفي شبكات المعلومات الدولية.
معا لخدمة ورفعة حقوق الانسان فى مصر