إيران
8/11/2007
**مراسلون بلا حدود**
بعد مرور أقل من أسبوع على تصويت البرلمان الأوروبي على قرار يدعو إيران إلى الوفاء بالتزامتها “طبقاً للمعايير والمستندات الدولية في مجال حقوق الإنسان”، تعرّض أحد الصحافيين للاحتجاز في سجن إيفين (طهران). وبتوقيف يعقوب سالكي نيا في 31 تشرين الأول/أكتوبر 2007، يرتفع عدد العاملين المحترفين في القطاع الإعلامي المعتقلين في إيران إلى عشرة. وعلى صعيد آخر، أقدمت لجنة ترخيص ومراقبة الصحافة على تعليق منشورتين.
في هذا الإطار، أعلنت المنظمة: “لا تزال إيران تتجاهل دعوات المجتمع الدولي الطامح إلى إنشاء حوار فعلي معها حول حقوق الإنسان. فإذا بالصحافيين محتجزون من دون توجيه أي تهمة إليهم وبتجاهل تام لحقوقهم الأساسية حتى أن البعض منهم يعاني ظروف اعتقال صعبة ويحتاج إلى المتابعة الطبية المرفوضة”.
في 31 تشرين الأول/أكتوبر 2007، تعرّض الصحافي المستقل يعقوب سالكي نيا المساهم في عدة وسائل إعلام معلّقة من بينها شمس تبريز وأحرار وأميد زنجان للتوقيف في طهران على يد عناصر من وزارة الاستخبارات الذين فتّشوا منزله وصادروا مستنداته وأدوات عمله. والجدير بالذكر أن هذا الصحافي هو أيضاً مؤسس لجمعية تعنى بالدفاع عن الأسرى السياسيين في منطقة آذربايجان الإيرانية. وقد أحيل إلى سجن إيفين فيما لا تزال التهم الموجهة إليه مجهولة. وفي 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2007، تمكّن أقاربه من زيارته بحضور حراس السجن وبشرط ألا يتطرّقوا إلى مسألة احتجازه.
في 23 أيلول/سبتمبر 2007، قررت لجنة ترخيص ومراقبة الصحافة تعليق الشهرية السياسية المؤسسة في العام 2004 دلماج بلا مبرر في حين أنها أقدمت على تعليق الصحيفة الفصلية مدرسه في 5 تشرين الثاني/نوفمبر بتهمة “الكفر”. ففي عددها الأخير، أصدرت المنشورة الفلسفية هذه مقابلة مع المثقف الديني محمد مجتهد شبستري المعروف بأبحاثه حول القرآن. وقد اعتبر المسؤولون عن النظام الإيراني أقواله “مهينة للنصوص المقدّسة”.
في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2007، صوّت البرلمان الأوروبي على قرار (رابط إلكتروني) يدين انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في إيران. فقد أقر الاتحاد الأوروبي بأن “الوضع السائد في الجمهورية الإسلامية في مجال ممارسة الحقوق المدنية والحريات السياسية قد تدهور في خلال العامين المنصرمين ولا سيما منذ الانتخابات الرئاسية للعام 2005” تاريخ وصول محمود أحمدي نجاد إلى سدة الرئاسة. كذلك، طالب الاتحاد الأوروبي بالإفراج “غير المشروط عن كل أسرى الرأي ولا سيما الصحافيين عماد الدين باقي، وآكو كردنسب، وإجلال قوامي، ومحمد صديق كبودوند، وسعيد ماتين بور، وعدنان حسن بور، وعبد الواحد بوتيمار، و، ومحمد حسن فلاحية”.
الواقع أن عشرة صحافيين لا يزالون قيد الاعتقال في إيران حالياً من بينهم سعيد ماتين بور العامل لحساب المجلة الأسبوعية يارباغ (الصادرة باللغة الآذرية) والمعتقل في سجن أجهزة الاستخبارات في زنجان (على بعد 330 كلم شمال غرب العاصمة) حيث ينتظر الاطلاع على التهم الموجهة إليه. وكان قد اعتقل في سجن إيفين لمدة شهرين قبل إحالته إلى معتقل يقع بالقرب من مقر إقامة أسرته. ومنذ اعتقاله في 28 أيار/مايو 2007، لم يتمكّن الصحافي المحتجز في زنزانة انفرادية من رؤية أهله إلا مرتين فيما لا تزال زوجته ومحاميه ممنوعين عن زيارته. وفي اتصال مع مراسلون بلا حدود، أفادت زوجته عطية حيداري بأنها “قلقة جداً على وضعه الصحي”.
أما مدير المجلة الأسبوعية بايامي ماردومي كردستان محمد صديق كبودوند فيعاني مشاكل في الكلى والجهاز الهضمي علماً بأنه لا يسمح له بالتوجه إلى الحمام إلا بعد رفع طلب خطي بذلك إلى السلطات في السجن. وفقاً للمعلومات التي تمكّنت المنظمة من استقائها، يتعرّض الصحافي لعدة ضغوطات ترمي إلى إجباره على تكذيب كل معلومة أصدرتها منظمة حقوق الإنسان في كردستان التي يعدّ أحد مؤسسيها. والجدير بالذكر أن محمد صديق كبودوند ملاحق بتهمة “المس بالأمن القومي”. إن الصحافي والناشط في مجال حقوق الإنسان عماد الدين باقي (البيان الصادر في 24/10/2007) معتقل في سجن إيفين منذ 14 تشرين الأول/أكتوبر 2007 وقد تمكّن من تلقّي زيارة من أقربائه الذين أفادوا بأن هذا الصحافي المحتجز في سجن انفرادي يخضع لاستجوابات “مفتولة العضلات” يقوم بها عناصر من وزارة الاستخبارات. إلا أن عماد اليدن باقي لا يزال يرفض الإجابة على أسئلتهم طالباً محاكمته على يد هيئة محلفين شعبية علماً بأنه متهم بنشر مستندات حكومية سرية حصل عليها بمساعدة معتقلين مسجونين بتهمة النيل من الأمن في المؤسسات الخاصة”.
لا بدّ من التذكير بأن إيران تحتل المرتبة 166 من 169 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي أعدته مراسلون بلا حدود في تشرين الأول/أكتوبر 2007.