4/6/2007
بدأت القصة يوم 15 أغسطس 2005 في الثامنة مساء.
المشهد الأول:
مخبران من قسم شرطة باب شرق بالإسكندرية، جمعه والعربي، يتشاجران مع عبد الرازق عبد العزيز للحصول على إتاوة مقابل السماح لعبد الرازق بممارسة عمله في تركيب الدش بدون ترخيص.. المخبران جمعه والعربي كادا أن يقتلا عبد الرازق ضربا في عرض الشارع بالحضرة الجديدة. محمد عبد العزيز يرى المشهد. يتدخل لإنقاذ أخيه.. فيتعرض للضرب واعتصار رقبته تحت أقدام المخبرين وإطلاق النار عليه.. أحمد على عبده حجاج، صديق محمد، يتصادف مروره في المكان فيهرع إلى إنقاذ صديقه لنقله إلى المستشفى لكن والده ينصحه بالتوجه إلى النيابة أولا.. هناك يقابلهم وكيل النيابة.. يشاهد المجني عليه ويطلب منهم التوجه سريعا إلى المستشفى.. ضابط الشرطة يتطوع بتوصيلهم إلى المستشفى
المشهد الثاني:
الضابط “المتطوع” يأخذ الاثنين في سيارة ويتوجه إلى قسم باب شرق بدلا من المستشفى، حيث يلقي القبض على كل من محمد عبد العزيز وأحمد علي عبده ويشرف على ضربهما في السيارة ثم تعذيبهما لمدة ثلاث ساعات في قسم شرطة باب شرق ثم في أمن الدولة
المشهد الثالث:
عمرو عبد العزيز، الأخ الثالث لمحمد وعبد الرازق يحاول عمل محضر بما حدث لأخويه فكان نصيبه حفلة من الضرب واللكمات والركل بالأحذية في وجهه وصدره وظهره
المشهد الرابع:
بالرغم من أن تقرير الطب الشرعى يثبت الإصابات البالغة في جسد كل من محمد عبد العزيز وعبد الرازق عبد العزيز وأحمد على، إضافة إلى الطلق الناري في ذراع محمد، استبعدت النيابة العامة شبهة جناية الشروع فى القتل ، وأرسلت القضية إلى المحكمة متهمة الجميع.
المشهد الخامس:
عبد الرازق عبد العزيز عبد الفتاح وأحمد على عبده يشهدان على ما تعرضا له من تعذيب في فيلم وراء الشمس الذي أعدته الأستاذة هويدا طه وعوقبت عليه بالسجن ست شهور و30 ألف جنيها مصريا ما بين غرامة وكفالة.
المشهد السادس:
محكمة جنح باب شرق بالإسكندرية تحكم بالبراءة لكل من المخبرين جمعه والعربي وبالحبس ثلاث شهور على كل من محمد عبد العزيز عبد الفتاح، وعبد الرازق عبد العزيز عبد الفتاح وأحمد على عبده.
أجندة الأحداث:
الاثنين 15 أغسطس، 8 مساء: الخناقة وضرب النار والاعتقال
الثلاثاء 16 أغسطس، آخر النهار: إخلاء سبيل من النيابة
الأربعاء 17 أغسطس: معاينة
الخميس 18 أغسطس، صباحا: الطب الشرعي
الخميس 18 أغسطس، مساء: أمن الدولة
ثم عودة للقسم في صباح اليوم التالي
16 أبريل 2007: الحكم بالحبس ثلاث شهور
الحكاية
بداية القصة ان المخبرين العربي وجمعه أعطوا موعد مسجل على الموبايل لعبد الرازق عشان يتفاهموا معاه في موضوع الفلوس (الإتاوة) فذهب إليهم ولم يتفقوا.
يقول محمد عبد العزيز
كان يوم 15 أغسطس في الساعة 8 مساء تقريبا.. كنت رايح أحاسب صاحب العمل على الفلوس لقيت اثنين واقفين مع شاب.. ما كنتش عارف هم مين.. وأنا راجع لقيت واحد بينضرب.. في تقاطع شارع الشرقاوي مع ترعة المحمود – الحضرة الجديدة.. واحد واقف على رقبته بالجزمة والتاني بيضربه بالأرجل. دخلت أبص.. ما كنتش عارف انه أخويا.. راح واحد ضربني بالقلم وشتمني وراحوا شايلينه .. انتبهت انه أخويا وانه مغمى عليه.. لقيت خشبة وحاولت أهوش بيها على عربي وجمعه.. جمعه قال اضربه بالنار.. أنا جريت مسكني من القميص وضربني بالطبنجة في راسي .. وقعت من ايده.. جريت.. ضربني بالنار.. حطيت ايدي اليمين على دماغي.. الرصاصة جت في ايدي والشظية جت في راسي.. أغمي علي ووقعت على الأرض.. فقت في التاكسي قريب من محطة الرمل لقيت أحمد معايا وقال هنروح النيابة.. أحمد كان مسندني.. المخبرين هناك حاولوا يرجعونا وأحمد زعق وقال حرام عليكو ده مضروب بالنار ودخل لوكيل النيابة (أحمد بك متولي). سألني مين اللي ضربك قلت له ما أعرفش أسماءهم ايه (ما كنتش لسه أعرفهم) .. قال لأحمد وديه المستشفى.. الضابط ياسر كان موجود.. استأذن من وكيل النيابة ان هو هيوديني المستشفى.. وفي السكة لقيت نفسي أمام قسم باب شرق.. بص لي مخبر اسمه سيد ابو ليله من شباك الميكروباص وشتم بسفالة وقال هنلبسكوا قمصان نوم وهنمشيكو في المنطقة عشان تبقوا عبرة يا ولاد كذا وكذا يا بتوع الحضرة.. وهددني بحكاية العصاية (الاغتصاب) وضربني بإيده.. نبهه أحمد اني مضروب بالنار.. جروني على المركز سألني شخص معرفوش ايه اللي حصل بصراحة عشان أجيب لك حقك.. قلت له إني ما كنتش اعرف إنهم شرطة.. العربي شافني جه وقعد يضربني بالشلوت.. المخبرين حاشوه عني.. سمعت حوار بين الضابط اللي سألني وبين العربي.. كان بيقول له وبيرزعق: دي طلقة فيها دخول وخروج.. انت عاوز تفهمني ايه؟ استدعاني الضابط مرة تانية وبص على ايدي ونادى ضباط تانيين وعاينوا مكان الطلقة وبعدين جه ياسر سري الضابط وأخدني على المستشفى في راس التين مع جمعه والعربي.
بعد ساعة إلا ربع تقريبا جه الدكتور وكان المخبرين والضابط قاعدين وأثناء ذلك جه وكيل النيابة اللي شافني أول مرة والدكتور سمع له.. شاف الضربة في الدماغ وفي اليد وناقش الدكتور بالتفصيل.. الدكتور ما حددش إنها طلقة وقال دي وظيفة الطب الشرعي.. وكيل النيابة سألني عن اللي ضرب الرصاص قلت له معرفش اسمه ووصفته له.. قال يبقى العربي. وكيل النيابة نده العربي.. اتعرفت عليه على طول لكن ما تأكدتش مين اللي معاه. العربي اعترف بضرب طلقتين لكن في الهوا.
حكيت لوكيل النيابة إني دخلت لإنقاذ أخويا وما كنتش اعرف إنهم شرطة. وكيل النيابة طلب عرضي على المستشفى الميري (الجامعي).. رحت القسم الأول وبعدين المستشفى. هناك عملوا أشعات كثيرة واتحجزت في الحوادث من 2 صباحا لحد 10 مساء.. عملوا غيار وجبس وخيطوا راسي والمخبرين واقفين.
خرجنا من المستشفى والمخبرين قالوا هنجيب العلاج من بره وما جابوش. رحنا القسم وطول الوقت اهانات لمدة 10 أيام في القسم. رفضوا يدخلوني دورة الميه وقالوا لي: بول في الزجاجة عشان لما تعطش تشربها.
آخر يوم أخدونا على أمن الدولة.. أمين الشرطة قال لنا أنا والعربي أصحاب وأقسم ان أنا هأرجعك القسم زاحف.. كنا قاعدين على كرسي.. سبني وقعدني على الأرض.. منعني أنا وأحمد من الكلام ومن السجاير.. اتفتشنا ذاتي.. غمونا بخرق وكتفونا من ورا.. ايدي كانت في الجبس.. وطلعت على سلم فوق.. كان فيه صراخ وكلاب.. سمعت صوت أحمد بينضرب لفترة طويلة.. كان بيبكي من الالم.. شعرت به وهو خارج.. مسكوني من ايدي.. ودخلوني المكتب.. سألني واحد عن الجبس.. قلت له ده مطرح الطلقة.. قال لي حتى لو مش في ايدك.. حتى لو في كذا وكذا أمك هتنضرب برضك.. وبدءوا الضرب في الجرح وضربوا بالطبنجة في الراس وضرب بالشلاليت على الجبس.. انكسرت منه حتت.. أغمى علي.. جابوا ميه ساقعة من التلاجة عشان وقف النزيف من مناخيري وراسي.. بعد ما فقت ضربوني تاني وفوقوني تاني بالماء البارد واتوعدني الشخص اللي بيكلمني بخطاب اعتقال واني مش هأشوف الشمس تاني أخدونا على السلم.. لففونا شويه.. كنت دايخ ومش مركز.. سألت أحمد احنا فين.. واحد سألني اسمك ايه.. قلت له مش فاكر.. كنت تايه..
يقول أحمد علي عبده
أنا بيتي جنب الحادث. رايح أعزي شفت المشكلة.. طالع لقيت محمد عبد العزيز سايح في دمه والشرطة بتجري ورا عبد الرازق.. كان فاق وبيحاول يهرب.. شيلت محمد عشان أوديه المستشفى.. التليفون ضرب.. أبويا اتصل بي وقال لي خد محمد وروح على النيابة مش المستشفى.. كان محمد فاق شويه وبيزحف.. في النيابة 3 مخبرين حاولوا يبعدوني.. زقتهم ودخلت على وكيل النيابة في باب شرق.. اسمه أحمد متولي.. الضابط ياسر سري قام قعد محمد على الكرسي.. وكيل النيابة طلب إني أروح المستشفى.. الضابط ياسر قال أنا هوديه المستشفى.. جيت أتكلم في التليفون أخد الموبايل وكارت الشحن ومنعنى من الكلام وطلب البطاقة أنكرتها.. كان معانا المحامي بتاعنا (محمود) قلت له تعالى معانا في السكة.. الضابط قال له ما لكش دعوة بالمشكلة.. انزل انت.. رحت مع الضابط في ميكروباص أهالي (تمت مصادرته).. عند المستشفى الميري سابه وراح باب شرق.. خدنا على القسم.. محمد كان بينزف من راسه بفظاعة.. لما وقفنا عند القسم المخبر فتح الشباك ومسكه من راسه وابتدا يضربه.. حضنته وقلت له ده مصاب ما حدش يضربه.. سحبوني من رجليه وطرت في الهوا.. خمس أو ست أنفار نزلوا في ضرب.. ياسر سري كان شايفني ورئيس المباحث والمأمور.. دخلت القسم.. إهانة جامدة أوي.. كتفوا ايدي من ورا وضربوني وغموا عنيا.. بقيت من كتر الضرب مش قادر آخد نفسي.. حاولت أدخل الحمام لقيت محمد عبد العزيز سايح في دمه ونايم على الأرض.. سألت مخبر اسمه أبو راضي وقلت له ما راحش المستشفى؟ قال لي خليك في نفسك كفايه اللي أخدته.. الساعة 4 جابوا لي الضابط محسن عبد الرازق.. قال لي انت شفت الحادثة وهتروح النيابة تقول انك شفت محمد بيضرب العربي.. هددوني بالاعتقال 10-15 سنة في السجن وقالوا لي دول اخوات ما لكش دعوة بيهم.. فيه ناس اتوسطت لك وعايزين نخرجك وانت هتقول انك شفت محمد بيضرب بالخشبة وإن عبد الرازق ضرب العربي بسكينة.
واحنا في القسم ظهر عبد الرازق من الغرفة المجاورة.. عرفنا بعد كده إنهم رحلوه على سجن الغربينيات.. اتكلبشنا وطلع معانا ضابط مباحث والعربي وجمعه للنيابة.. لقيت نفسي قدام نفس وكيل النيابة أحمد متولي.. قلت له أنا جيت لك عشان تحمي محمد ما حمتنيش أنا وحاجتي وسبتهم ياخدوا مني الموبايل. العربي قدامه قال انه شافني ماسك سكينة وواقف بعيد .. جمعه قال كلام مختلف قدام وكيل النيابة.
المرة التانية قدام النيابة كانت يوم 16 أغسطس.. المحامين شهدوا معانا قالوا إن مكالمات التليفون بتاعة أحمد (الموبايل تمت مصادرته) تثبت وقائع الأحداث.. المحامين كمان طلبوا تحريز قميص العربي عشان عليه دم محمد وتم الحرز عند وكيل النيابة وطلبوا العرض على الطب الشرعي.
في الآخر الضابط ياسر أخدنا على أمن الدولة.. بعد النيابة وبعد العرض على الطب الشرعي.. كنت بأعيط وأضحك، اللي حصل اغرب من الخيال، قالوا لنا فيه ضابط أمن دولة عايزينكوا وطالبينكوا مخصوص.. حصل تفتيش ذاتي وكتفوني من ورا (وكمان محمد عبد العزيز) وغموا عنينا واحنا طالعين على سلم حديد سامعين صريخ وصوت كلام بنرفزة وناس بتنضرب.. باب المكتب انفتح.. حسيت من التكييف.. دخلت لقيت رجل في صدري وواحد مسكني من ورا دفعني لقدام.. ألاقي حد بيضربني ويردني لورا.. كذا مرة.. ويصرخوا: بتضربوا الشرطة ياللي.. باللي.. الدم نزل من وشي.. مسحوه بميه باردة تلات أو أربع مرات وأرجع انضرب تاني.. ما كنتش قادر من الألم.. مش قادر أتكلم.. بعدها بدأ محمد ينضرب.. قال لي هتروح المعتقل وهتيجي تاني.. لو سمعت اسمك في ورق الزبالة مش هأرحمك.. واحنا نازلين كانوا بيموهوا على أن الطريق مختلف .. كنا برضه متغميين.. الضرب كان في الدور التاني..
رجعت القسم لقيت عضو مجلس الشورى أحمد الزهري والحاج محمد سعد الله.. اتصلوا بضباط القسم.. سألنى الضابط أحمد فوزي.. مين اللي عمل فيك كده.. قال أنا عارف المخبر وهأحبسه.. طلبت الموبايل.. المخبرين قالوا لي ياسر بك أخد الموبايل والكارت انساه، مش هتاخدهم تاني.
آخر يوم طلع على وكيل النيابة نفسه اشتكينا له اللي حصل شفوي.. والمحامي قدم مذكرة للمحامي العام بوقائع التعذيب في أمن الدولة.. ما اتعرضناش على الطب الشرعي بعد أمن الدولة.
يوم 16 أبريل 2007 أصدرت محكمة جنح باب شرق بالإسكندرية حكمها في القضية التي أخذت رقم 47678 لسنه 2006 وقضت بالبراءة لكل من العربى صالح محمد، وجمعة عبد المنصف إبراهيم أمناء شرطة بقسم باب شرق والمتهمين باستعمال القسوة. بينما قضت علي كل من محمد عبد العزيز عبد الفتاح، وعبد الرازق عبد العزيز عبد الفتاح وأحمد على عبده، المتهمين فى نفس القضية بمقاومة السلطات، بثلاث شهور حبس.
المنظمات الموقعة
1- مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف
2- مركز هشام مبارك للقانون
3- الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب