6/2005
أشرفت البلدية الاسرائيلية في القدس على استكمال الخارطة الهيكلية للمدينة بشطريها الشرقي والغربي. وانتهت إلى إصدار تقريرها رقم 4 والخرائط الملحقة به في نهاية عام 2004 , وأطلقت عليها اسم (الخارطة الهيكلية 2000). تحتوي الخارطةعلى تخطيط هيكلي شامل للقدس الشرقية والغربية حتى عام 2020 .
يأتي نشر الخارطة الهيكلية لاستكمال عملية تهويد المدينة التي بدأت منذ احتلالها عام 1967 , وذلك لاحكام السيطرة عليها ودمغها بالطابع اليهودي بالكامل. كما ويشكل نشرها انتهاكا صارخا للشرعية الدولية, وبالاخص قرارات الجمعية العمومية رقم 181, 194 و 303 وقرارات مجلس الامن 242 , 298 و478 .
القرار رقم 298 يعتبر أن “جميع التشريعات والاجراءات الادارية الذي اتخذتها اسرائيل لتغيير وضع مدينة القدس, بما فيها مصادرة الاراضي والاملاك, نقل السكان والتشريعات التي تهدف الى ضم القسم المحتل , كلها باطلة ولا تسطيع تغيير وضع المدينة.” كما أنها تخرق جميع الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية حول جدار العزل العنصري.
ان الائتلاف من اجل القدس يرفض التعامل مع هذه الخطة لابعادها السياسية والايدولوجية التي تجسد المخطط الاسرائيلي لتفريغ القدس من مواطنيها الفلسطينيين, ويرى في الوقت نفسه ضرورة كشف تفاصيل هذه الخطة وتوضيحها للمقدسيين والفلسطينيين لمعرفة كيقية التعامل معها والتصدي لها.
ان إصدار الخارطة في وقت تتسارع فيه عملية بناء جدار العزل هي خطوة مكملة له أو العكس.
فكلاهما يهدف الى تغيير جذري في ملامح المدينة الجغرافي واليموغرافي والتحكم الكامل بالنمو السكاني الفلسطيني.
أن ما تهدف إليه الخارطة الهيكلية, كما جاء في نصوصها المنشورة, هو فرض ” أغلبية يهودية مطلقة” باستعمال شتى الاساليب الممكنة , وتحويل القدس الى “عاصمة الدولة الاسرائيلية ومركز الحكم” وتحقيق “حلم الاباء” .
وما ترمي له على أرض الواقع هو مصادرة أكبر قدر من الأراضي الفلسطينية في محيط القدس الشرقية وتحجيم السكان الفلسطينيين بما يخدم هذه الاهداف .
فهي, أي الخارطة الهيكلية, لا تراعي بأي شكل من الاشكال حاجات الزيادة الطبيعية للسكان الفلسطينيين من ناحية السكن أو البنية التحتية أو أيجاد أماكن مفتوحة أو مرافق عامة وخدماتية لهم, ولا تتضمن ما يكفي من مناطق صناعية أو سياحية لفتح فرص تلبي احتياجات المقدسيين الاقتصادية.
وصلب ما ترمي اليه هو إرغام الفلسطينيين على الرحيل. فهي فخ تخطيطي منصوب لنا ,واذا ما تم التصديق عليها تستطيع البلدية أن تحكم فبضتها على جميع الاراضي”الخضراء” والمناطق “المفتوحة”- المملوكة من أهل القدس والتي تم تجميد أستعمالها من قبل البلدية سابقا- ومصادرتها وتسخيرها لمستوطنات او مرافق اسرائيلية لتهويد المدينة بخطوات سريعة.
وشبكة الطرق في الخارطة أدت وتؤدي الى عزل الاحياء والقرى الفلسطينية عن بعضها البعض وعن مركز المدينة (أي محيط البلدة القديمة) وربطها بشكل متنامي مع غربي المدينة.
وتصبح الاحياء والقرى الفلسطينية معزولة عن بعضها البعض بمستوطنات ومرافق يهودية وشبكة طرق مكثفة, ومعزولة عن أراضيها وراء الجدار وعن الاهل في الضقة الغربية, وغير مربوطة بطريقة مباشرة مع البلدة القديمة.
وستؤدي سياسة العزل بالنهاية الى القضاء على المجتمع الفلسطيني في القدس ككيان سياسي, وتقسيمه الى أحياء صغيرة معزولة.
وتتعامل الخارطة بذات القسوة والبطش مع البلدة القديمة وسكانها, إذ يذكر في القسم الخاص عنها في المخطط الهيكلي أن”المباني التي ليست ذات قيمة للترميم والتي تؤذي تركيبة النسيج البلدي، فمن الممكن هدمها” ، وبذلك تعطي الدولة الإسرائيلية نفسها صلاحية تقرير مصير مبان قد يرجع تاريخها إلى مئات السنين, مما يشكل خرقا واضحا للقوانين الدولية التي أدرجت بموجبها مدينة القدس على لائحة التراث العالمي مما يوجب الحفاظ عليها وليس هدمها! ان أوامر الهدم للمنازل في سلوان هي مقدمة لما يمكن أن يطبق في البلدة القديمة.
واذا ما نجحت البلدية في هدم بيوت سلوان فان الباب سيفتح لها على مصراعيه.
وسيشكل ترحيل أهل سلوان بداية لترحيل السكان من البلدة القديمة الى خارجها, اذ يحتوي ملحق البلدة القديمة قي الخارطة الهيكلية على التالي أيضا:
“يجب تقليل الاكتظاظ السكاني في البلدة القديمة بمساعدة المؤسسة الحكومية”.
إن ما تتعرض له المدينة المقدسة هو هجمة شاملة مستعرة على جميع الجبهات ترمي إلى تهويدها والسطو على أراضيها ومقدساتها، واقتلاع أهلها.
فالقدس تتلقى الضربة تلوى الأخرى من السلطات الاسرائيلية لعزلها عن باقي الأراضي الفلسطينية ومن ثم تفريغها من سكانها.
ان الهدف الاهم وراء التخطيط الهيكلي هو قطع الطريق على الفلسطينيين الذين يعتبرون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية القادمة.
الائتلاف من أجل الفدس يهيب بأبناء شعبنا أن يطلعوا على المخطط عن كثب وأن يتكاتفوا من أجل كشف أبعاده ويهيب بالسلطة الوطنية مواجهة المخطط في المحافل الدولية. كما يثمن الائتلاف صمود المقدسيين الصلب في سلوان.
كما وينوه أنه حتى في حالة عدم المصادقة على الخارطة الهيكلية فان البلدية الاسرائيلية في القدس سوف تمضي في تنفيذ الخارطة بشكل انتقائي.
هدم البيوت في سلوان و”القطار” في منطقة شعفاط وبيت حنينا هما مؤشران لبدىء تطبيق مشاريع المخطط.
لا يكفل افشال المخطط الا صمودنا كجسد واحد قلب واحد وعقل واحد. و لتبقى القدس العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية وشعبها.
مركز القدس للديمقراطية وحقوق الانسان