11/3/2007
استشهد ظهرأمس المواطن وائل يوسف كراوي (35عاما) من سكان حي الطور بالقدس، في مركز الشرطة الاسرائيلية في شارع صلاح الدين في القدس المحتلة، وقد أفاد باحثوا مركز القدس للديمقراطية وحقوق الإنسان، بينما كان الشهيد يسوق سيارته الخاصة وهي من نوع “فورد ترانزيت لنقل الركاب” صباح أمس السبت، أوقفه في حي الصوانه الواقع بين القدس والطور حاجز “طيار” لقوات الإحتلال، وبعد قيام جنود الحاجز بتفتيش السيارة وهويات الركاب أخذوا هوية الشهيد، وطلبوا منه أن يتوجه إلى مركز الشرطة الواقع في شارع صلاح الدين في القدس لاستلام هويته.
وذكر أصدقاء الشهيد الذين ذهبوا معه الى مركز شرطة صلاح الدين لباحثي المركز “أن الشرطة منعتهم من الدخول، ووقفوا على الباب الخارجي للمركز، وقد شاهدوا الجنود والحراس وهم يضربون وائل على مختلف أنحاء جسده وعلى رأسه بشكل خاص، حتى فقد وعيه وسحب بعد ذلك الى داخل المركز. كما أكد شهود عيان آخرين “ان الشرطة قامت بضرب الشهيد على رأسه بأعقاب البنادق والعصي وهو يصعد الدرج الخارجي للمركز، مما أدى الى سقوطه أرضا ثم سحبه الجنود الى الداخل”.
وقال والد الشهيد أنه بعد أن تلقى الخبر، “توجه ومعه إخوة الشهيد مسرعين الى مركز الشرطة لأستيضاح الامر، وهناك اخبرتنا الشرطة، بأنه توفي نتيجة جلطة دماغية حادة بسبب وقوعه على الارض، وهذا كذب”. وأضاف والده: ” قالوا لنا ان جثته في معتقل المسكوبية، ولدى وصولنا الى المسكوبية لإستلامه، رفض المسؤولون هناك تسليمه لنا، وقاموا بضرب اخوته والاعتداء عليهم وشتمهم، وانتظرنا طوال النهار حتى تم تسليمه لنا الساعة السادسة مساءا”. وقد نفت زوجة الشهيد ما ادعته الشرطة الاسرائيلية من أن زوجها مريض، وأكدت أنه كان بصحة جيدة، ونفت العائلة الرواية الاسرائيلية مؤكدة ان الوفاة تمت في مركز الشرطة بشارع صلاح الدين في القدس، وان الشهيد لم يكن يعاني من أي مرض بل كان في صحة جيدة، وأكد شقيق الشهيد لمركزنا وجود آثار عنف وضرب على جثة الشهيد.
ان مركز القدس للديمقراطية وحقوق الإنسان، يعبر عن قلقه العميق من استمرار ظاهرة تعرض قوات الاحتلال الإسرائيلي لحياة المواطنين الفلسطينيين في القدس، واطلاق الرصاص عليهم، والإعتداء عليهم والتكيل بهم وضربهم بقسوة وبعنف لا مبرر له، مما أدى إلى اصابة عدد منم بجراح، وباستشهاد وائل كراوي بلغ عدد الشهداء ( 4) مواطنين في القدس لوحدها، منذ بداية العام الحالي، حيث استشهد (2) في شهر شباط الماضي هما: المواطنة يسرى محمد عبد الرحمن الطويل/ الرجبي (60) عاما، من سكان بيت حنينا من ضواحي القدس المحتلة، نتيجة الإعتداء عليها من قبل الجنود الاسرائيليين وضربها على رأسها بقسوة شديدة، خلال اقتحامهم المسجد الاقصى المبارك بتاريخ 9/2/ ، والفتى طه محمد صبحي الالجاوي (17 عاما) من حي باب حطة بالقدس القديمة ، استشهد بتاريخ 1/2/2007 بعد أن أطلق جنود اسرائيليون النار باتجاهه بالقرب من حاجز قلنديا شمال مدينة القدس، وتركه ينزف دون تقديم الإسعاف له، حتى فارق الحياة، فيما استشهدت في شهر كانون الثاني الماضي الطفلة عبير بسام عبد ربه عرامين ( 10 أعوام) من ضاحية السلام قرب بلدة عنانا، شمال القدس، بتاريخ 17/1/2007 متأثرة بجراح أصيبت بها من قبل قوات الاحتلال بتاريخ 15/1/2007.
ان مركز القدس للديمقراطية وحقوق الإنسان يؤكد من خلال متابعته لواقعة استشهاد وائل كراوي والشهداء الثلاثة الآخرين، مسؤلية الاحتلال عن قتلهم و/أو التسبب في وفاتهم، الأمر الذي يعبر عن استخفاف سلطات الاحتلال بحياة المواطنين الفلسطينيين، وعدم إكتراثها بالمسؤلية القانونية والجنائية لجرائمها المرتكبة بحقهم.
وإذ يعبر المركز عن ادانته الشديدة لهذه الجريمة الجديدة التي يرتكبها الإحتلال بدم بارد، وبدون أي مبرر، فانه يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة ومحايدة للتحقيق في جريمة قتل وائل الكراوي والشهداء الآخرين وتقديم الجناة القتلة إلى المحاكمة العادلة.
كما يدعو المركز الأمين العام للأممم المتحدة، وكافة المنظمات والمؤسسات التي تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان، إلى إدانة جرائم القتل التي يرتكبها الإحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين، بدون أي مبرر، والتي ذهب ضحيتها المواطن وائل الكراوي، وغيره من الشهداء الذين قتلوا بدم بارد بأيدي قوات الإحتلال الإسرائيلي، في القدس وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويؤكد المركز أن هذه الجرائم الخطيرة التي تمس الحق في الحياة تتعارض مع مباديء الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، كما يدعو المركز المجتمع الدولي إلى الخروج عن صمته تجاه هذه الجرائم الإسرائيلية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، والإسراع في إدانتها والعمل الفوري من أجل وقفها وتأمين الحماية الدولية لشعبنا من جرائم الإحتلال المستمرة ضد الشعب الفلسطيني.