30/1/2008
رام الله – 30-1-2008 – أكد الباحث المختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين ، عبد الناصر عوني فروانة ، في بيان صحفي اليوم ، أن الاسرى في معتقل النقب الصحراوي يعانون هذه الأيام أوضاع في غاية الصعوبة والمأساة ، جراء البرد القارس والرياح العاصفة العاتية وغزارة الأمطار ، في ظل شحة الأغطية والملابس الشتوية ، وتدني جودة الخيام التي من المفترض أن تحميهم من المطر .
وكشف فروانة انه تلقى اتصالاً هاتفياً فجر اليوم من أحد الأسرى القابعين هناك ، الذي اشتكى باسمه وباسم كل المعتقلين من الأوضاع المأساوية التي يشهدها المعتقل هذه الأيام ، وأكد له أن غالبية الأسرى هناك لم يتمكنوا من النوم ليلة أمس نتيجة للظروف الجوية الصعبة ، وأن الأمطار الغزيرة اما تسربت داخل الخيام من خلال الثقوب ، أو سالت من اسفلها لتُغرق وتتلف بعض حاجياتهم وتبلل ملابسهم ، مما أرهقهم وقضوا ليلتهم وهم يلملمون أغراضهم ويحاولون اغلاق هذا الثقب أو ذاك ، بالإضافة الى الرياح الباردة جداً التي تأتيهم من كل صوب وناحية .
يذكر أن الأسرى يمنعون من الإتصال هاتفياً بذويهم ، ولكنهم يتمكنون بين الفينة والأخرى من تهريب بعض الهواتف النقالة لداخل السجون والمعتقلات ويستطيعون من خلالها الإتصال بالخارج للضرورة .
وأفاد الأسرى في اتصالهم الهاتفي مع فروانة أنهم يعانون من انعدام المياه الساخنة ، مما حرمهم من الإستحمام ، وان أجسادهم وأطرافهم لم تَعُد تتحمل برودة المياه التي يضطرون للجوء إلها للضرورة القصوى ، فيما يفكرون لمرات قبل الذهاب للمرحاض لبرودة المياه ، ولأنهم سيضطرون لقطع أمتار عدة دون حماية من المطر .
وناشد الأسرى في معتقل النقب كافة المؤسسات المعنية بالأسرى وحقوق الإنسان ، وفي مقدمتها وزارة الأسرى والمحررين ، الى التحرك الجاد والحثيث من اجل مساعدتهم ووضع حد لمعاناتهم المتفاقمة ، كما وجهوا نداءاً لكل وسائل الإعلام المختلفة بتسليط الضوء على معاناتهم وظروفهم المأساوية التي تتناقض وأبسط حقوق الإنسان ومنافية لكل المواثيق والأعراف والإتفاقيات الدولية وخاصة اتفاقية جنيف .
واعتبر فروانة أن أحوال كافة المعتقلات شبيه تماماً بحال معتقل النقب مما يعني أن جميع الأسرى في كافة المعتقلات كمجدو وعوفر تعاني ذات المعاناة .
وأوضح فروانة أن الراصد الجوي الإسرائيلي توقع قبل عدة أيام اشتداد الأمطار من شمال البلاد الى أواسطها الى النقب ، مصحوبة برياح رعدية شديدة ، مع انخفاض حاد في درجات الحرارة بدءاً من يوم أمس الثلاثاء ليصبح الجو بارد جداً ، يعقبها تساقط الثلوج ، إلا أن سلطات الإحتلال لم تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية الأسرى ، ولم توفر لهم ما يمكن أن يقيهم من البرد والمطر ولو بشكل جزئي ، فيما اتخذت اجراءات ملموسة وواضحة لحماية جنودها وأفراد شرطتها العاملين في السجون والمعتقلات .
وأعرب فروانة عن القلق على حياة الأسرى هناك ، وكرر مناشدته لمنظمة الصليب الحمر الدولية بارسال مندوبيها على وجه السرعة لزيارة معتقل النقب ، واجبار ادارة السجون على تغيير الخيام التالفة ، وتزويد الأسرى هناك بمزيداً من الأغطية الشتوية ، حيث أن الدولة الحاجزة مسؤولة عن حياة الأسرى وحمايتهم ، وملزمة بتوفير احتياجاتهم من مأكل ومسكن وعلاج وغيره ،أو أن تتكفل منظمة الصليب الأحمر بادخال الإحتياجات الأساسية للأسرى .
واستهجن فروانة هذا الصمت رغم المناشدات والصرخات العديدة التي أطلقها الأسرى مراراً وتكراراً ، لاسيما خلال فصل الشتاء ، وتساءل هل ينتظرون استشهاد أسير أو اكثر نتيجة البرد والصقيع حتى يتحركوا ؟.
يذكر أن معتقل النقب افتتح بداية الإنتفاضة الأولى وتحديداً بتاريخ 17-3-1988 ، لإستيعاب الأعداد الهائلة من المواطنين الذين اعتقلتهم سلطات الإحتلال آنذاك ، وقدر عدد نزلائه في الفترة ما بين( 1988- 1996 ) إلى قرابة مائة ألف معتقل، وهو عبارة عن عدة أقسام وفي كل قسم مجموعة من الخيام ، وقد تم اغلاقه عام 1996 ، وخلال انتفاضة الأقصى وبالتحديد في نيسان عام 2002 ، أعيد افتتاحه من جديد ، وزج به الآلاف من المواطنين ، ولا زال يقبع فيه لغاية اليوم قرابة ( 2400 ) معتقل.
و أضاف فروانة أن معتقل ” كيتسعوت ” أومعتقل ” أنصار 3 ” ، كما أسماه الفلسطينيون ، يقع في صحراء النقب جنوب فلسطين ، في منطقة عسكرية مغلقة، خطرة وملاصقة للحدود المصرية، وهو بالأساس معسكر للجيش الإسرائيلي وتم انشاء المعتقل بداخله، و في عام 2006 تم نقل السيطرة والمسؤولية عليه من إدارة الجيش إلى إدارة مصلحة السجون ، دون تغيير جوهري على ظروفه وأوضاعه .
فلسطين خلف القضبان