16/3/2009

غزة، تل ابيب – صحيفة القدس – سلطت الصحافية الاسرائيلية البارزة والمختصة في الشؤون الفلسطينية عميرة هاس في مقال نشرته اليوم الاثنين في صحيفة “هآرتس” الضوء على حالات الانتظار الصعبة التي تعيشها العائلات الفلسطينية وهي تراقب تطورات المفاوضات بين حركة المقاومة الاسلامية “حماس” واسرائيل بشأن اتمام صفقة اطلاق سراح الاسرى برعاية مصرية والتي وصلت الى درجة الحسم.

وقالت هاس ان: “هناك حوالي 750 عائلة في غزة ممن لهم اقارب في سجون اسرائيل، تتعلق امالهم على كل كلمة تنشرها الصحف بشأن صفقة تبادل الاسرى التي يحتمل ان يتم التوصل اليها خلال ايام ان لم يكن خلال ساعات.

وتقول صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية في تقرير بعثت به مراسلتها عميره هاس من غزة ان هناك حوالي 130 عائلة في غزة يقضي ابناؤهم احكاما بالسجن، يقلقهم التوتر لجهلهم بما اذا كانوا من بين الذين تشملهم الصفقة أم لا.

هآرتس” تستعرض معطيات حول الاسرى الفلسطينيين ممن قد تشملهم صفقة التبادل

تل ابيب – – قالت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية اليوم الاثنين، ان حوالى 750 عائلة غزية ابناؤها مسجونون في اسرائيل تتابع كل كلمة تتناقلها وسائل الاعلام عن امكان عقد صفقة تبادل للاسرى، منها 130 عائلة حكم على ابنائها بالسجن المؤبد وتأمل بأن تشملهم الصفقة. ولا تتضمن هذه الارقام اسرى عملية “الرصاص المسكوب” الذين تشير التقديرات في غزة الى ان عددهم حوالى 150 اسيراً.

وقال مدير دائرة الاحصاء في وزارة شؤون الاسرى ناصر فروانة لصحيفة “هآرتس” بأنه لا تتوافر حتى الان معلومات مؤكدة حول هوية الاسرى الغزيين الذين سيطلق سراحهم، كما لا يعرف عددهم. لكن من المتوقع ان يكون العدد كبيراً. وعمل المتفاوضون باسم “حماس” على عدم تسريب تفاصيل كثيرة حول قائمة الاسرى الذين يطالبون بإطلاق سراحهم.

وقالت “هآرتس”، “يبدو ان الجمهور الفلسطيني غير معني بالتفاصيل لانه على قناعة بأن الصفقة ستعقد ان عاجلاً ام آجلاً، ويشعرون بقلق من الصعوبات التي يواجهونها في اعادة اعمار ما دمره العدوان الاسرائيلي”. ومع ذلك تعقد الآمال على ان تشكل الصفقة بداية لاحراز تقدم على مسارات اخرى، منها فتح المعابر امام البضائع والافراد، ومباحثات الصلح الفلسطيني الداخلي.

وقال فراونة ان 130 غزياً اسروا قبل العام 1994، اي قبل التوقيع على اتفاقات اوسلو. ويبلغ عدد الاسرى الذين سجنوا قبل العام 1994 ( 335 ) اسيراً منهم 65 من القدس والداخل. ويعتبر الجمهور الفلسطيني عدم اطلاق سراح هؤلاء مع آلاف الاسرى بعد التوقيع على اتفاقات اوسلو فشلاً ذريعاً للمفاوضين الفلسطينيين. وتوقع الجمهور الفلسطيني ان يؤدي التوقيع على هذه الاتفاقات الى اطلاق سراح جميع الاسرى الذين ينتمي معظمهم لمنظمة التحرير الموقعة على الاتفاقات. لقد اطلق سراح فلسطينيين ادينوا بقتل فلسطينيين، لكن زملائهم الذين ادينوا بقتل يهود، سواء أكانوا جنوداً ام مدنيين، فقد صنفتهم اسرائيل في اطار فئة اخرى، واصرت على عدم اطلاق سراحهم حتى في اطار بوادر حسن النوايا تجاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسيضيف اطلاق سراحهم في اطار صفقة تبادل مع “حماس” نقاطاً لـ”حماس” سلبت من منظمة التحرير.

ويوجد في الاسر حوالى عشرين اسيراً من القطاع امضوا اكثر من عشرين عاماً في الاسر. ويتواجد ( من الغزيين ) حوالى 160 اسيراً في السجون محكومين اكثر من 15 عاماً. ولم يحصل 750 اسيراً غزياً على زيارات عائلية منذ عامين، اي منذ حزيران (يونيو) 2007، منذ سيطرة “حماس” على اجهزة الامن في القطاع، حيث منعت اسرائيل ورغم احتجاجات منظمة الصليب الاحمر الدولي الزيارات العائلية لاسرى القطاع. ولا يمتلك الاسرى الامنيون الفلسطينيون، على عكس السجناء الجنائيين الاسرائيليين والفلسطينيين، الحق بالاتصال الهاتفي مع عائلاتهم.

ويوجد لجميع الاسرى تقريباً اقرباء يحظر الجيش و”الشاباك” منذ سنوات طويلة زيارتهم للاسرى، ويسمح فقط للاقرباء من الدرجة الاولى (الوالدين والاخوة والاولاد) بزيارة اسراهم، وعلى سبيل المثال سليم الكيال الذي حكم عليه بالسجن المؤبد هو الاسير الاقدم، اذ امضى 26 عاماً حتى الان في السجن، ويقول فراونة ان ابنته لم تزره منذ 10 اعوام، وايضاً محمد الحسانة من الجهاد الاسلامي الذي حكم عليه بالسجن لمدة ثلاثين عاماً قضى منها حتى الان 23 عاماً الذي لم يشاهد ابنه منذ عشر سنوات.

المصدر / صحيفة القدس المقدسية الإثنين 16-3-2009