16/6/2007
لقد شهدت الأيام الأخيرة تدهورا خطيرا في وضع الحريات الإعلامية في الاراضي الفلسطينية, كنتيجة للصراع الدامي الدائر بين حركتي فتح وحماس, والتي تمثلت في اختطاف واعتقال صحفيين وعاملين في وسائل الإعلام, وإغلاق مؤسسات إعلامية وإطلاق النار عليها, ومنع توزيع صحف, وتوجيه تهديدات للصحفيين ووسائل إعلام.
لقد حذر مركز مدى في الشهور الماضية من مغبة زج وساءل الإعلام والصحفيين, في الصراع الدائر بين الحركتين, كما دعا مرارا وتكرارا الصحفيين إلى تجنب الانحياز إلى طرف على حساب الآخر, وضرورة التحلي بالموضوعية والنزاهة في عملهم المهني, إننا وإذ نجدد دعوتنا لهم بالالتزام بالمعايير الصحفية المهنية والابتعاد عن التحريض والتشهير والتخوين, فإننا نطالب المسئولين في الحركتين, بالايعازللمجموعات المسلحة التابعة لهما, بالتوقف عن الاعتداءات على الصحفيين ووسائل الإعلام, وان الأخطاء التي يرتكبها الصحفيون, يجب ان يجري محاسبتهم عليها استنادا للقانون, وليس وفقا لأي معيار آخر, كما نناشدهما بحل خلافاتهما بالطرق السلمية, و تجنيب الساحة الفلسطينية المزيد من إراقة الدماء والمعاناة, وتكريس ثقافة التسامح بديلا عن سياسة الثأر والانتقام.
ان مركز مدى اذ يعرب عن بالغ قلقه من تدهور الأوضاع في الساحة الفلسطينية بشكل عام, وحال الحريات الإعلامية بشكل خاص, فإننا نطالب الجميع وبالذات قيادتي حماس وفتح, الالتزام بالقانون الفلسطيني الأساس, وقانون المطبوعات والنشر, وكافة المواثيق الدولية التي تكفل حرية الرأي والتعبير, ونطالب الجهات الرسمية المعنية, بملاحقة المسئولين عن الاعتداءات على الصحفيين وتقديمهم للعدالة, كما ندعو السلطة الفلسطينية بعدم استغلال الوضع الراهن وتشكيل حكومة طوارئ, للمس بالحريات الإعلامية.