28/9/2008
كان حريق القاهرة (26/1/1952م) أبشع حدث تعرضت له مدينة القاهرة خلال القرن العشرين، وأكثر صفحات تاريخها غموضًا، وأشدها تأثيرًا في مجريات الأحداث حيث اندلع الحريق في عدة منشأت في مدينة القاهرة وفي خلال ساعات أتت النار على نحو 700 محل وسينما وكازينو وفندق ومكتب ونادٍ في شوارع وميادين وسط المدينة وقد أسفرت حوادث ذلك اليوم عن مقتل 26 شخصًا، وبلغ عدد المصابين بالحروق والكسور 552 شخصًا كما أدت إلى تشريد عدة آلاف من العاملين في المنشآت التي احترقت .
وها هو التاريخ يعيد نفسه فنحن اليوم والامس ومنذ شهور وتحديدا من بداية دخولنا الافية الجديدة أمام حريق أخر للقاهرة ولكن فى هذه المراة قطعة قطعة والدلائل كثيرة منها وفاة أكثر من 350 قتيلا في كارثة قطار الصعيد بمصر 2002 “في أسوأ كارثة قطار تشهدها مصر ” هذا بخلاف عشرات الجثث المتفحمة داخل القطار وفي الأراضي الزراعية المجاورة وجماجم القتلى التى انفجرت من شدة النيران ؛ مروراً بحادث حريق مسرح بني سويف عام ٢٠٠٥ والذي فقدت فيه مصر عشرات من أساتذة وشباب المسرح فى مهزلة لا أنسانية بالمرة وكأن مصر بتأكل ولادها بأيديها مرورا ؛ وفى ديسمبر 2006 استيقظت مصر على حادث غرق العبارة المصرية ‘السلام 98’ واندلاع النيران فيها وموت أكثر من ألف شخص في مياه البحر الأحمر فى صورة درامتيكية لحالة الإهمال واللامبالاة وانعدام التخطيط وتطبيق القانون واللوائح والاشتراطات الفنية، والفساد وتدني مستوى الإدارة في مصر .
ومنذ اسابيع قليلة وبالتحديد يوم 18 أغسطس شب حريق هائل في مبنى مجلس الشورى بالقاهرة وهو احد مجلسي البرلمان وأصيب نحو 16 شخصا بينهم بعض رجال الإطفاء. وقد أتى الحريق بالكامل تقريبا على المبنى الواقع بوسط القاهرة كما امتد ايضا الى مبنى إداري مجاور ويفصل بين مبنى مجلس الشورى ومبنى مجلس الشعب.وأفادت تقارير اللجنة التى شكلتها النيابة العامة عقب حريق مبنى مجلس الشورى أن التلفيات والخسائر الناجمة عن حريق المبنى يقدر بنحو 6 ملايين و800 ألف جنيه بما فى ذلك تلفيات مركز المعلومات بالمجلس وهو ما يثير التساؤلات بشأن مدى توافر التجهيزات الأمنية اللازمة لمواجهة الحرائق في مبنى بمثل هذه الأهمية.
وقبل انطلاق مدفع الإفطار مساء امس السبت شب حريق هائل بالمسرح القومي بوسط القاهرة، مما أدى إلى إلحاق دمار واسع بالمبنى التاريخي وتسبب الحريق في انهيار قبة قاعة العرض الرئيسية بالمسرح القومي، وأن الحريق يأتي بعد أكثر من شهر بقليل على الحريق الذي اندلع في مبنى البرلمان المصري، في 18 أغسطس الماضي.
كما يأتي حريق المسرح القومي بعد أيام من “كارثة المقطم”، جراء انهيار كتل صخرية ضخمة من جبل المقطم على منازل سكان منطقة “الدويقة” بداية سبتمبر لجاري ووفقاً للتقديرات فقد تركت “الكارثة”، التي وقعت صباح 6 سبتمير الجاري، أكثر من 250 قتيلاً، فضلاً عن فقد نحو 500 آخرين.
مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى تتساءل نحاسب من ؟ ومن المسئول ؟ ومن وراء الاهمال فى تطبيق معايير الأمان واشتراطات السلامة ووقوع مثل هذه الحوادث مؤخراً بصفة منتظمة ومعظمها من نوع الحرائق مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى ترى إن الحوادث الى تقع كل يوم سببها ضعف المسئولية ونقص المحاسبة ؛ وانتشار الفساد .
مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى تؤكد أن إعلان وزير الثقافة فاروق حسني بدء وزارته حصر جميع المباني والمنشآت التاريخية والأثرية، لمراعاة تأمينها بأحدث الوسائل، سواء ضد الحرائق أو السرقة، وذلك بعد حريق مجلس الشورى لم يتم فيه اى شئ ولم تتخذ حيال هذا الاجراء اى خطوات .
مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى تدين وبشدة الإهمال المتعمد للإضرار بمصالح البلاد وتطالب الجهات المعنية التحقيق فى الوقائع وتطالب اعضاء مجلس الشعب والشورى والحركات الشعبية ومنظمات المجتمع المدنى بمحاسبة الحكومة ؟ ومعرفة الدور على مين ؟ فما يحدث الأن على ساحة الاحداث يعود بنا الى فترة ” ريا وسكينة ” واغنيتهم الشهيرة ” الدور – الدور – الدور – موعودة يللى عليكى الدور ” فليس من الغريب أن تستيقظ مصر على كارثة اخرى مثل حريق الاوبرا أو المتحف المصرى أو انهيار برج القاهرة أو حتى إنهيار جبل المقطم بالكامل على الغلابة والفقراء ومن ليس لهم ثمن عند حكومتنا النظيفة الشريفة ؛ وكأن القتل هذه الايام أصبح على نفقة الدولة ؛ ومن يريد من المصريين أن يتخلص من حياته عليه التفكير فى الكارثة القادمة وأين ستحدث ؛ ويستعد للموت تحت انقاضها .
مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى تحذر فى بيانها هذا من شبهة مؤامرة ضد مصر للإطاحة بتاريخها فقد تم القضاء على تاريخها السياسى فى حريق مجلس الشورى والآن فى تم القضاء على تاريخها الثقافى فى حريق المسرح القومى لذلك تطالب مؤسسة عالم واحد الجميع بالعمل من أجل اعلاء مصلحة مصر فوق اى شئ.