5/2/2006

يتابع مركز الجنوب لحقوق الإنسان بمزيج من الأسف والإستنكار حادث غرق عبارة نقل الركاب “السلام بوكاشيو 98” التى كانت تنقل ما يتجاوز 1400 راكبا من السعودية إلى مصر، غالبيتهم من العمالة المصرية المهاجرة بالخارج. إن مركز الجنوب لحقوق الإنسان إذ يعبر عن أسفه الشديد لكارثة العبارة فأنه يذكر بأن هذا الحادث ليس الأول من نوعه، بل أن غرق العبارات التى تنقل حجاجاً أو عمالاً مصريين من الخليج إلى مصر باتت ظاهرة تتكرر بشكل شبه سنوى كان آخرها غرق سفينة لنقل الركاب فى البحر الأحمر فى أكتوبر 2005 راح ضحيتها أربعين مصرياً، وقبلها الحادث المروع للعبارة المصرية سالم اكسبريس التى راح ضحيتها 500 مواطن، الأمر الذي يفرض ضرورة مراجعة اجراءات الأمن والسلامة الفنية لكافة السفن والعبارات العاملة وتوقيع اقصى العقوبات على المسئولين عن الكارثة ومنع أصحاب السفن والشركات المخالفة من الاستمرار في العمل مهما كانت حجم اتصالاتهم وعلاقاتهم بكبار المسئولين حتى لاتتكرر المأساة.

إن الغالبية العظمى من ركاب السفينة المنكوبة هم من العمالة المصرية المهاجرة التى دفعتها الظروف الإقتصادية المتردية فى البلاد إلى الهجرة إلى دول أخرى لتوفير لقمة العيش لذويهم، بالإضافة إلى مساهمتهم الكبيرة والتى لا تخفى على المسئولين بالحكومة فى الدخل القومى المصرى، وهؤلاء العمال من حقهم أن يلاقوا المعاملة الإنسانية اللائقة التى يستحقونها والتى على أولوياتها حماية حقهم فى الحياة واتخاذ أقصى الإجرائات اللازمة لسلامتهم، من خلال تأمين وسائل نقل آمنة لهم فى الذهاب والعودة، وكذلك من خلال تقديم الرعاية الواجبة والحفاظ على حقوقهم كرعايا مصريين فى الخارج، حيث من الشائع أن العمال المصريون بالخارج لا يتمتعون بمساندة ودعم مؤسسات الدولة المصرية وسفاراتها فى الدول التى يعملون بها.

إن مركز الجنوب لحقوق الإنسان إذ يتقدم بالمواساة والتعازى لأسر الضحايا فإنه يناشد السلطات المصرية والسعودية بضرورة:

    • – عدم التعتيم على أية معلومات تتعلق بأسباب الحادث أو أعداد وأسماء وأماكن الناجين والضحايا، وطمأنة أهالى الضحايا بالمعلومات الوافية والواضحة حول مصير ذويهم من ركاب العبارة المنكوبة. – التحقيق الفورى فى أسباب الحادث والعمل على تشديد القيود المتعلقة بإجراءات الحماية والأمان فى سفن نقل الركاب.

    • – سرعة تقديم تعويضات مناسبة لأهالى الضحايا علماً بأن غالبيتهم من العمالة المهاجرة الذين تعرضوا للشقاء والغربة لسنوات فى الخارج من أجل توفير لقمة العيش لأبنائهم وذويهم.

    • – قيام السفارة المصرية وممثلى الخارجية المصرية بالسعودية بالتعاون مع وزارة القوى العاملة والهجرة وكذلك السلطات السعودية، بإلإجراءات اللازمة لإستعادة مستحقات الضحايا من العاملين المصريين هناك من ركاب العبارة الذين قد لا يكونوا قد حصلوا على مستحقاتهم كاملة.

    – العمل على تمديد تأشيرات الدخول للعمال المصريين الذين منعهتم الكارثة من العودة لأعمالهم في السعودية والمحتجزين حاليا في ميناء سفاجا وتقدر أعدادهم بالالاف.