11/2005

بعد عقدين من تنامى العمل النسائى فى مصر، وفى ظل ما شهده عام 2005 من تعدد أشكال النضال النسائى   جاء المؤتمر الأول لمؤسسة  المرأة الجديدة تحت  شعار “حركة نسائية ديموقراطية من أجل وطن حر”.   شعار يربط ما بين القضايا النسوية والقضايا العامة فى اللحظة التاريخية الراهنة التى يمر بها الوطن.  وحظى  هدف المؤتمر “العمل من أجل برنامج حد أدنى للحركة النسائية المصرية”  بتأييد واسع بين مختلف المجموعات  التى شاركت فى أعماله على مدى ثلاثة أيام من خلال برنامج مكثف تناول أبرز التحديات التى تواجه توسع الحركة النسائية المصرية وتنامى فاعليتها خاصة فى الارتباط بكل الفئات التى تنتمى إليها النساء المصريات فكريا أو طبقيا أو جغرافيا.

إننا نرى أن هذا المؤتمر قد تجاوزت فعالياته إطار منظمة نسوية واحدة، فقد كان المؤتمر تجمعا متميزا لكل الاتجاهات ليس فقط فى العمل النسائى المصرى،  ولكن بين المهتمين والمهتمات بقضايا الوطن عموما وبقضايا التحول الديموقراطى، وبقضايا النساء على وجه الخصوص. والأمر الهام أن المؤتمر شهد عودة عديد من الوجوه كانت قد اختفت لفترة طويلة من العمل العام، نتيجة للإحباط من حالة الركود العام؛ ولكنها ربما استشعرت أن الوضع خطير، وأن هناك حاجة ماسة إلى تعبئة جميع الطاقات.  كما كانت السمة الأساسية للمؤتمر هى اتساع مساحة الوجود المستنير، من اتجاهات فكرية وسياسية متنوعة، وهو ما يؤكد على أن هذا الوطن ما زال بخير.

لقد طرحت جلسات المؤتمر عددا من القضايا الهامة، التى وإن كان هناك شبه إجماع عليها بين المشاركات والمشاركين، إلا أنه كان هناك أيضا وعى واضح   بالحاجة إلى تعميق كل الأمور التي طرحت، وبلورتها؛ وأنه لا توجد إجابات جاهزة، أو وصفات سحرية، بل لابد من العمل الجماعى عليها، وتطوير الآليات اللازمة لتنفيذها عبر نضال مشترك يثمن ويعمق مفهوم التعددية ويتسع لكافة القوى الديموقراطية المهمومة بقضايا   النساء.

ý      الحاجة إلى إعادة بلورة وصياغة الديمقراطية من منظور نسوي،  تضميني وليس إقصائي، يمكن كافة القوى الاجتماعية المهمشة أن تعبر عن نفسها وتشارك بشكل فاعل فى صياغة الإصلاح الديموقراطى بما يتجاوز الجدل حول التقنيات و يعكس مصالح هذه القوى وعلى رأسها النساء.

ý      أهمية بلورة خطاب نسائي  متعدد الجوانب، ينظر إلى كل الجوانب التى تخصنا كمواطنات ونساء، ولا يفصل  بين العام والخاص، بل يعتبرهما امتدادا لبعضهما البعض، ويكون قادرا على عدم الخضوع للابتزاز؛ ويتضمن فى الوقت نفسه قضايا الوطن من منظور نسوى؛ ويسعى إلى إحداث التغيير فى الموروث الثقافى الذى يكرس التمييز ضد النساء؛ ويراعى استعمال لغة قادرة على التأثير وتعبئة النساء والرجال.

ý      أهمية مزيد من الالتحام بالقواعد النسائية الجماهيرية والشعبية، و لضمان تضمين أصواتها، واحتياجاتها، وتطلعاتها (عاملات من جميع الأنواع، فلاحات، ربات بيوت، نساء من مختلف الطبقات الاجتماعية، ومن انتماءات فكرية متنوعة). بما يدعم النساء فى مختلف المواقع على تنظيم أنفسهن بالإشكال التى تتناسب مع احتياجاتهن.

ý      أن كثير من القوى الفكرية والسياسية لم تتبن قضايا النساء المصريات ضمن أولوياتها، بل خضع معظمها للمساومات السياسية على حقوق النساء. وأشار المشاركون والمشاركات إلى أن النضال النسائى المستمر أمر حاسم لتضمين قضايا النساء فى برامج عمل مختلف القوى السياسية والاجتماعية بما فى ذلك مؤسسات المجتمع المدنى.

ý      أهمية وجود شكل من أشكال التنظيم المستقل للحركة النسائية، على أن يكون ذو طبيعة تعددية؛ يضم جميع القوى المؤمنة بالديموقراطية والحقوق المتساوية للنساء ، ويبنى على نضالات النساء المصريات، ويمثل إضافة لكل الجهود القائمة.

ý      الاحتياج لوضع أسس ومعايير التحالفات، التى يمكن بناءها مع كل القوى الديموقراطية التى تضع ضمن أولوياتها الدفاع بوضوح عن مصالح وقضايا النساء.

إننا نشعر بأننا في مفترق طرق وأمام لحظة تاريخية فاصلة؛ ليس فقط للوطن ولكن أيضا أمام نضال النساء المصريات؛ فإما أن يكون هناك حركة نسائية، أو لا يكون. وفى إطار هذا التحدى نؤمن بأن وجود حركة نسائية قوية سوف يضفي بعدا جديدا، أكثر إنسانية، وتقدما، وتنورا، على كل المجتمع؛ وسوف يساعد على تلاحم الحركات الاجتماعية المتعددة فى نضال متنام من أجل تقدم هذا الوطن. وإننا نرى أن هذا المؤتمر هو حلقة من حلقات إعداد أجندة نسوية من أجل حركة نسائية ديمقراطية لا تساوم على حقوق النساء.

بيان صحفي

تقرير موجز عن

المؤتمر الأول لمؤسسة المرأة الجديدة

18 – 20 ديسمبر 2005

 

عقدت مؤسسة المرأة الجديدة مؤتمرها الأول تحت  شعار “حركة نسائية ديموقراطية من أجل وطن حر”.  شعار يربط بين القضايا النسوية والقضايا العامة فى اللحظة التاريخية الراهنة التى يمر بها الوطن.  وحظى  هدف المؤتمر “العمل من أجل برنامج حد أدنى للحركة النسائية المصرية”  بتأييد واسع بين مختلف المجموعات  التى شاركت فى أعماله على مدى ثلاثة أيام، من خلال برنامج مكثف تناول أبرز التحديات التى تواجه توسع الحركة النسائية المصرية، وتنامي فاعليتها خاصة فى الارتباط بكل الفئات التى تنتمى إليها النساء المصريات فكريا أو طبقيا أو جغرافيا.

تضمن برنامج المؤتمر ثلاث  محاور أساسية، هي: العلاقة بين الدولة والحركة النسائية، والعلاقة بين القوى السياسية المصرية المختلفة والحركة النسائية، وأخيرا الحركة النسائية وبرنامج الحد الأدنى.   وتحت كل من هذه المحاور عرضت مداخلات متميزة ليس فقط ممن أعدوا أوراق المؤتمر، ولكن أيضا من المشاركات والمشاركين فى أعمال المؤتمر الذين أسهموا بجدية –لا تقل عن جدية من قدمن وقدموا الأوراق- فى تحويل المؤتمر إلى ساحة تفاعل شديدة  الثراء، لم تفتر حماستها رغم طول الجلسات وامتدادها. (مرفق 4 برنامج المؤتمر).  وقد تطوع لكتابة أوراق المؤتمر العديد من المفكرين والمفكرات، والأكاديميات والأكاديميين، الناشطين والناشطات فى المنظمات غير الحكومية، من مختلف الأعمار والتوجهات الفكرية.

شارك في كتابة أوراق المؤتمر  (20) والتعقيبات عليها  (10) من الباحثات والباحثين من الجامعات والمؤسسات البحثية، والمنظمات غير الحكومية، وبعض المنظمات الحكومية. حضر المؤتمر على مدى الأيام الثلاث حوالي 200 مشاركاً ومشاركة، بالإضافة إلى   عدد كبير من الإعلاميات والإعلاميين.  وقد تمت تغطية المؤتمر فى عديد من القنوات التليفزيونية، و الصحف والمجلات المصرية.

وفى الجلسة الافتتاحية، تم تكريم كل من: د. نوال السعداوى لدورها الطليعي في العمل النسائي، وأ. ماجدة شعراوى إحدى  العضوات المؤسسات لمجموعة المرأة الجديدة منذ بداية تشكيلها، والتى رحلت عن عالمنا فى نفس هذا العام، والأستاذة سكينة فؤاد الكاتبة الصحفية لمواقفها الجريئة فى فتح ملفات الفساد فى وزارة الزراعة وتدمير قوت وصحة الشعب المصرى، والمستشارة نهى الزينى لموقفها الشجاع فى فضح التزوير  فى الانتخابات الأخيرة دفاعا عن الحق والديموقراطية.  والجدير بالذكر أن مؤسسة المرأة الجديدة كانت قد ساندت من قبل مواقف هؤلاء الرائدات عبر بياناتها، وندواتها.

اختتمت أعمال المؤتمر باستعراض الإشكاليات والتساؤلات التى أثارها المؤتمر عبر جلساته المتعاقبة، وقد أوضحت مؤسسة  المرأة الجديدة أنه رغم عدم إمكانية الخروج ببرنامج حد أدنى للحركة النسائية المصرية فى نهاية المؤتمر، إلا أن المؤتمر قد أبرز عددا من القضايا التى اتفق على أهميتها معظم المشاركات والمشاركين؛ وتأتى على رأسها:

ý   ضرورة وضع تصور لمفهوم الديموقراطية من وجهة نظر النساء المصريات، والاتفاق على آليات للعمل على إدراج هذا المفهوم والمطالب المحددة المرتبطة به على جدول أعمال القوى السياسية فى مصر على اختلاف توجهاتها.

ý   العمل على بلورة مطالب النساء العاملات فى مصر على اختلاف مواقعهن، فى ارتباط وثيق مع النساء العاملات أنفسهن، ومساعدتهن على تنظيم أنفسهن للضغط من أجل تحقيق تلك المطالب.

ý      العمل على بلورة مطالب النساء فيما يتعلق بالقوانين التى تحكم وضعهن داخل الأسرة

ý   العمل على بلورة تصور حول  إطار نسائي مصري يجمع كافة المجموعات المعنية بقضايا النساء، يقوم أساسا على احترام التنوع والتعددية.

وقد تعهدت مؤسسة المرأة الجديدة بالاستجابة لما طرحه المشاركون والمشاركات فى المؤتمر العديد من المرات لمتابعة أعمال المؤتمر والقضايا التى أثيرت فيه، من خلال مقاربة تعمل على تحفيز مشاركة كافة القوى والمجموعات النسائية والحقوقية والحزبية.  وقد تعهدت المرأة الجديدة بعقد دوائر حوار على مدى عام 2006 كآلية  أساسية للمتابعة، وعلى عقد مؤتمر سنوي للحركة النسائية المصرية فى اتجاه تعميق العمل المشترك حول القضايا المختلفة.  وأخيرا اتفق على إصدار بيان عن المؤتمر.