21/2/2005
من بين البحيرات الاربع ” مريوط – ادكو – البرلس- المنزلة ” تتداعى منذ السبعينيات وحتى اليوم بحيرة المنزلة – اكبر البحيرات المصرية على الاطلاق – ويتم اعدامها لحظه بلحظة ويوما بيوم وكأن قدرها السئ ان تقع بين محافظات خمس ” بورسعيد – الاسماعيلية – الشرقية- الدقهلية – دمياط” فبدلا من ان تقوم تلك المحافظات برعايتها والاهتمام بها على أساس انها اكبر البحيرات انتاجا للسمك اذ يبلغ انتاجها السنوى 60 الف طن بنسبة 35 % من انتاج البحيرات الشمالية والذى يقدر بــ 172 الف طن سنويا اذ بتلك المحافظات وايضا الوزارات المعنيه وغير المعنية ” تهيل عليها التراب فاعمال الردم تجرى على قدم وساق والتجفيف يقتطع منها مساحات شاسعة مع العمد وسبق الاصرار ولكى ندرك حجم الكارثة التى تتعرض لها بحيرة المنزله نورد بعض الارقام والمعلومات
- كانت مساحه بحيرة المنزلة قبل التجفيف 750 الف فدان (50 كيلو مترا طولا وما بين 30- 35 كيلومترا عرضا) وهى تعادل مساحه البحيرات الثلاث الاخرى مجتمعه وما يقرب من عشر مساحه ارض الدلتا كلها
- تناقصت مساحه البحيرة من 750 الف فدان الى 190 الف فدان عام 1990 حتى وصلت اليوم 125 الف فدان وذلك نتيجه اعمال الردم والتجفيف والتجريف فى مناطق كبيرة منها فبعد ان كانت تطل على خمس محافظات اصبحت تطل الان على ثلاث محافظات فقط0
- ومن المشاكل التى تعانى منها بحيرة المنزلة والتى ادت الى تقلص مساحتها بنسبة كبيرة واثرت على انتاجها السمكى هى تعرضها المستمر للتلوث بانواعه وعدم كفاية البواغيز والفتحات والقنوات المغذية للبحيرة بالمياة المالحه والتعدى على المسطح المائى باقامة الاحواش والسدود وانتشار النباتات المائية والصيد المخالف وصيد الزريعه ، وربما تظهر ابشع صور الثلوث فى تخلص خمس محافظات من مياه الصرف الصحى والذى تبلغ جملته 652 مليون متر سنويا لتلقى بها فى بحيرة المنزله وهذه المحافظات هى الدقهلية وبورسعيد ودمياط عن طريق مصرف بحرا لبقر والذى تقدر كميات الصرف منه الى البحيرة بنحو 1.7 مليون متر كذلك مصرف فاقوس ومصرف بحر جادوس والبحر الصغير – ترعه الشرقاويه-مصرف العناترة بدمياط واولاد حمام ومصرف رمسيس ومحطات ضخ السرو والمطرية وفارسكور الاخطر من ذلك هى مصادر التلوث من الصرف الصناعى حيث تصب فى بحيرة المنزلة مخلفات 42 شركة ومصنعا بالمحافظات بالاضافة الى الصرف الزراعى بما يحمله من بقايا المبيدات والاسمده الكيماوية المستخدمه فى الزراعه ، وقد اكدت نتائج التحاليل التى اجرتها بعض المراكز العلمية وجود املاح الزئبق واملاح الزنك فى مياه البحيرة وفى اسماكها بنسبة عالية مما تسبب فى موت الكثير من الاسماك واصيب المتبقى منها بالتسمم واصبح غير صالح للاستهلاك الادمى
- ويتحمل الصيادون جزء مما وصل اليه حال البحيرة وذلك بانتهاجهم اساليب مخالفه للقانون فى عملية الصيد ، كا لصيد بالتجريف او التنشيف او الشباك المخالفه او عن طريق الاحواض والسدود العلوية واستخدام المحركات والمواتير عالية القدرة مما يزيد من تلوث البحيرة وصيد الزريعه من جانب فئة لديها الامكانات التى تساعدها على الهروب بهذه الزريعه لتحقيق الربح السريع ببيعها للمزارع الخاصه دون ملاحقتها من شرطة المسطحات المائية مما ادى الى نقص الاسماك فى البحيرة
يقول عبد المنعم مصطفى “صياد من المنزله ” ابلغ من العمر 50 عاما متزوج ولدى خمسة ابناء اصبحت صياد بالوراثة بحيرة المنزلة بها رزقى وقوت اولادى ، كان الرزق فى الماضى كثيرا والان اصبح شحيحا لدرجه اننى بالكاد اصطاد ما يسد رمق اسرتى ، لقد ردموا البحيرة ، وما تبقى منها يسيطر علية الصيادون ( الغيلان) الذين يمتلكون القوارب الحديثة ويصطادون حتى الزريعه ولا يبقى لنا شيئا ”
ويؤكد جمعه محمود صياد من المنزله ايضا كانت الايام الماضية جميلة كنت انزل الى البحيرة بقاربى الصغير واصطاد السمك بكميات كبيرة وفى وقت قصير الان من اول الفجر حتى اخر النهار لا اصطاد الا اقل القليل من السمك كنت عندما اراهم يردمون جزءا من البحيرة كانهم يقتطعون جزءا من لحمى ولحم اولادى ، لم يبق لدينا شئ من البحيرة حتى ما تبقى منها لم يعد لنا فهناك من الصيادين من بصطادون السمك الصغير ويستخدمون شباكا ذات ثقوب ضيقة وهذا مخالف للقانون لكن شرطة المسطحات المائية اذنا من طين واخرى من عجين 00؟
اما محمد فتح الله صياد من بورسعيد فيقول ما نصطادة اليوم من بحيرة المنزلة برغم قلته لم يعد له زبونا فقد عرف كل الناس ان السمك بها اصبح مسموما نتيجه تلوثها بالصرف الصحى فكيف يقبل المستهلك على سمك ملوث بالصرف الصحى الم يجدوا غير بحيرة المنزله ليلقوا بها قذارتهم والادهى والامر ان كل يوم يقيمون مشروعات خاسرة فوق ارض البحيرة كأن الدنيا ضاقت بهم فلم يجدوا غير البحيرة ليردموا اجزاء منها واين نذهب نحن ،وبالتاكيد فأن المسئول الذى يامر بردم جزء من البحيرة لاقامة مشروع لا يعرف المعاناه التى نعانيها، نحن الان لا نجد قوت يومنا فلمن نشكو ولمن نذهب 000؟
- وبالرغم من ان بحيرة المنزله عقدت من اجلها عشرات المؤتمرات والندوات وتالفت عشرات اللجان ووصل الامر الى استجوابات فى مجلس الشعب شهدت تبريرات وتسويفات تقدم بها كا لعاده المسئولون من مختلف الجهات الا ان مشاكل البحيرة التى اطلت مع بداية السبعينيات من القرن الماضى مازالت تتفاقم الى ان وصل الحال الان تحت وقع هجوم التتار المستمر والمتواصل بان بحيرة المنزله تحتضر
- ومن جهتنا تطالب مؤسسة اولاد الارض لحقوق الانسان بان يتم فورا وقف جميع التعديات على بحيرة المنزل وعدم السماح لاى وزارة او محافظة ايا كانت دواعيها ومبرراتها بردم او تجفيف اى مسطح مائى من البحيرة ،كما ندعو ايضا بوقف اى مصدر للتلوث يتم صبه فى البحيرة مثل الصرف الصحى فى محافظات الدقهلية وبورسعيد ودمياط وكذلك وقف ضخ المخلفات الصناعية من الشركات والمصانع المطلة عليها مع تطهير البوغازات والفتحات الخمس التى تربط بين البحيرة والبحر المتوسط لتجديد المياه بشكل مستمر كما ندعو شرطه المسطحات المائية مطارده جميع الصيادين المخالفين للحفاظ على الزريعه وضمان نمو الثروة السمكية فى البحيرة ونهيب بالساده المسئولين الاسراع بتطبيق تلك الاجراءات لانقاذ ما يمكن انقاذه من بحيرة المنزله التى تتعرض حاليا للاغتيال ولا احد يبالى0000