30/12/2005
قام أكثر من 6000 من قوات الشرطة المصرية مساء الخميس 29 ديسمبر 2005 بمحاصرة حديقة مسجد مصطفى محمود التى يعتصم فيها نحو 3500 لاجئ سوداني منذ أكثر من شهرين. وذكرت مراقبة المرصد المدنى لحقوق الأنسان أنه فى حوالى الساعة الثانية عشرة ونصف من صباح الجمعة 30 ديسمبر 2005 ، شوهد عدد من المسئولين المصريين يتجولون بين المعتصمين . وفى اتصال تليفونيا مع أحد المعتصمات أكدت أن عناصر من قوات الأمن كانت تتفاوض مع زعماء الاعتصام لإجلائهم إلى مكان أخر، الأ أن المعتصمين رفضوا مقترحات الأمن المصري الذى جلب عدد من الحافلات والسيارات الكبيرة استعداد لنقل المعتصمين . وأضافت المتحدثة أن عدم ثقة قيادات الاعتصام فى وعود السلطات المصرية جعلتهم يرفضون جميع المقترحات التى قدمتها عناصر الشرطة. وقد أدى عدم التوصل لاتفاق بين الجانبين إلى قيام الشرطة المصرية باستخدام العنف ضد المعتصمين وهو ما نتج عنه أكثر من عشرين قتيلا وعشرات المصابين وفقا لما ذكرته عدد من وكالات الأنباء الأجنبية ، غير أن قيادات الشرطة المصرية لم تعترف إلا بوجود عشرة قتلى فقط وقالت أن تزاحم المعتصمين وتزاحمهم هو الذى أدى إلى مقتل وإصابة عدد منهم . وعلى خلاف تصريحات الشرطة المصرية ذكرت لورا ماكسويل مراقبة المرصد المدنى لحقوق الإنسان أنه ما بين الساعة 2- 4 صباحا فتحت قوات الأمن خراطيم المياه لتفريق المعتصمين ،وأنها سمعت عناصر من قوات الأمن تأمر المعتصمين بإخلاء المكان لتجنبا لاستخدام العنف . فى نفس الوقت بدأت قوات الأمن فى الاستعداد للهجوم على المعتصمين ، ولوحظ عدم وجود سيارات إسعاف أو أى خدمات طبية تحسبا لوقوع أى إصابات. وفى حوالى الساعة الرابعة والنصف صباحا بدأت قوات الأمن هجومها على المعتصمين باستخدام العصى والهراوات. وشوهدت قوات الأمن المصرية تضرب المعتصمين بدون أى تمييز بين النساء والاطفال وكبار السن . وأكدت لورا ماكسويل أنه فى المقابل لم يلجأ المعتصمين إلى استخدام أى شكل من أشكال العنف ضد قوات الشرطة وأخذوا يتراجعون أمام عنف قوات الأمن وكثافتهم العددية . وقامت قوات الأمن بجر المعتصمين ، وإرغامهم على ركوب الحافلات التابعة لقوات الشرطة . وفقد عدد كبير من المعتصمين الوعى ودخل معظمهم فى حالة غيبوبة نتيجة للضرب المبرح. وقامت قوات الشرطة بحمل بعض فاقدي الوعى ونقلهم إلى داخل الحافلات دون تقديم أى مساعدات طبية . فيما ظل عدد أخر ممن فقدوا وعيهم ملقيا على الأرض لمدة تجاوزت الساعتين حتى وصول سيارات الإسعاف. ولم تحرص قوات الأمن على تجميع الأطفال مع أسرهم حيث شوهد عدد من الأطفال يجبرون على ركوب الحافلات دون ذويهم. وذكرت مصادر المرصد المدنى لحقوق الانسان أن الشرطة المصرية قامت بنقل المعتصمين إلى معسكرات الأمن المركزى فى طره ودهشور ومنشية ناصر. فيما تم نقل المصابين إلى مستشفيات الهرم وإمبابة والدمرداش والعجوزة. ويعرب المرصد المدنى لحقوق الأنسان عن أدانته لاستخدام العنف المفطر من قبل قوات الشرطة ضد المعتصمين السودانيين الذى أدى إلى مقتل أكثر من عشرين شخص وأصابة العشرات ، ويطالب المرصد بملاحقة المسئولين عن هذه الأحداث من عناصر الشرطة وتقديمهم للمحاكمة . كذلك يطالب المرصد باستكمال عملية المفاوضات بين مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والمعتصمين ونقلهم إلى أماكن أخرى غير معسكرات الأمن المركزى يشرف عليها مكتب المفوضية لشئون اللاجئين. وتحسين أوضاعهم الصحية والاقتصادية لحين البت فى مطالبهم. ويحذر المرصد المدنى لحقوق الأنسان من أن تقوم السلطات المصرية بترحيل هولاء اللاجئين رغم أرادتهم وهو ما سيشكل انتهاكا أخر للمواثيق الدولية والمعاهدات الخاصة بحقوق الأنسان التى وقعت عليها الحكومة المصرية، مضافا للانتهاكات التى ارتكبتها الشرطة المصرية ضدهم |