19/11/2005

قبل ساعات من بدء المرحلة الثانية لانتخابات مجلس الشعب , تتكاثف الغيوم التي تنذر بالخطر مما يؤكد أن انتخابات المرحلة الثانية التي ستجري في تسع محافظات ” بور سعيد – الإسماعيلية – السويس – الإسكندرية – الغربية – القليوبية – الفيوم – البحيرة – قنا ” ستصبح أكثر عنفا وتزويرا خاصة بعد أن فقد الحزب الوطني الكثير من مقاعده في المرحلة الأولي وبروز الإخوان المسلمين كقوة معارضة لها تأثيرها في الشارع المصري بالإضافة إلي أن الجبهة الوطنية للتغيير والتي تضم أحزاب المعارضة الرئيسية وقوي سياسية أخري تناهض النظام تحاول جاهدة علاج سلبيات الأداء في المرحلة الأولي وخوض المرحلة الثانية أكثر حمسا وتصميما , ويبدو أن ال 72 دائرة انتخابية والتي تضم ما يقرب من 11 مليون ناخبا ستشهد معارك دامية بين 1706 مرشحا للفوز ب 144 مقعدا من خلال عشرة آلاف و 542 لجنة فرعية في المحافظات التسع , وذلك باستخدام كل الطرق المشروعة وغير المشروعة , ولقد برزت الرشاوى الانتخابية خلال الأيام الماضية من مرشحي الحزب الوطني لضمان التصويت لصالحهم , حتى وصل الأمر ببعض الوزراء المرشحين استخدام كل إمكانيات وزاراتهم وتسخيرها في هذا الاتجاه , فقد قرر المهندس أحمد الليثي وزير الزراعة والاستصلاح الأراضي توزيع عقود تمليك للأراضي الزراعية لصغار المنتفعين بمديرية التحرير بمحافظة البحيرة باعتباره مرشح لانتخابات مجلس الشعب عن الحزب الوطني بتلك الدائرة وتم بالفعل توزيع 30 عقدا للتمليك من إجمالي 2000 عقدا سيتم تسليمهم من خلال الجمعيات التعاونية الزراعية بقري الكفاح والنجاح والعدل , كما وافق الوزير علي زيادة مدة التقسيط للأراضي والمنازل التابعة للإصلاح الزراعي إلي 10 سنوات بدلا من خمس سنوات في هذه الدائرة , ولم يتوقف سخاء وزير الزراعة عند هذا الحد بل قام بتخصيص قطعة أرض زراعية ” انتبهوا – أرض زراعية …!

” لإقامة مركز للشباب بإحدى قري مديرية التحرير , كما أعلن أنه سيتم إعادة توزيع الأراضي علي شباب الخريجين والتي توقف توزيعها منذ عام 1992 , كما قام بإلغاء أحكام الحبس علي مزارعي دائرته الانتخابية فقط ..!

بالرغم من أن كل مزارعي مصر كانوا ضحايا لبنك التنمية والائتمان الزراعي التابع لوزارته ..!

وقد أكد وزير الشباب والرياضة د . ممدوح البلتاجى والذي يرافق وزير الزراعة في جولاته الانتخابية لتأييده أنه لم يطلب أرض من المهندس أحمد الليثي لإقامة مركز للشباب إلا ووافق علي تخصيصها علي الفور ..!

وفي بور سعيد لم يخجل الحزب الوطني أن يستخدم ذهب المعز وسيفه للتأثير علي الناخبين .

فقد أعلن مرشحو الوطني أن الاستجابة لمطالب الشعب البورسعيدي مثل زيادة فرص العمل وتقنين أوضاع الأراضي الزراعية لواضعي اليد بجنوب بور سعيد وكذلك وقف الخصم علي الحصص الاستيرادية والبدء في صرف نسبة من الحصص المقررة في العام المقبل للمستوردين والسماح بتجاوز قيمة الرسائل المستوردة بما يوازي 25% من إجمالي قيمتها بدلا من 10% فقد متوقف علي نجاح الحزب الوطني بأغلبية كبيرة في دوائر بور سعيد ..!

ولم تتوقف الانتهاكات للمرحلة الثانية قبل بدءها علي الرشاوى الحكومية فقد اكتشف الكثير من المرشحين حالات من القيد الجماعي في جداول أسماء الناخبين لصالح مرشحي الحزب الوطني ففي دائرة المنشية والجمرك بالإسكندرية تم الكشف عن 1177 صوتا وهميا مسجلا علي عنوان رقم 542 ميدان عرابي بالرغم من أن هذا المبني مكون من دورين فقط مخصص لمصنع ملابس وأتضح أن صاحب المصنع قام بتسجيل أسماء وهمية علي هذا العنوان لصالح مرشح الوطني , وفي دائرة الجمرك تم الكشف عن 1144 صوتا في لجنتي 54 , 73 وقام المرشحون المعارضون برفع برقية لوزير العدل بذلك , وفي الدائرة السابعة بالعطارين لجأ المرشح المستقل علي فرج إلي رفع دعوي فضائية بالقضاء الإداري لرفع 7300 صوت مقيدين لصالح مرشح الحزب الوطني خالد خيري , وأن 526 من هذه الأصوات مقيد علي منزل رقم 100 شارع إسماعيل مهني ..!

وفي محافظة الإسماعيلية قام مرشحو الحزب الوطني بالدائرة الأولي باستخراج أكثر من بطاقة انتخابية للشخص الواحد في لجان عديدة حتى يتمكن الناخب من الإدلاء بصوته في أكثر من لجنة انتخابية بعد إزالة الحبر الفوسفوري , فقد تم استخراج 4 بطاقات انتخابية لكل موظف بإحدى الشركات بالإسماعيلية للتصويت في أكثر من لجنة , وتم استخراج بطاقتين انتخابتين للمواطنة شيماء سيد عبد الوهاب , الأولي باللجنة رقم 24 بمدرسة الشهيد جواد حسني الابتدائية ورقم القيد الانتخابي 263 , والبطاقة الثانية بلجنة مدرسة التجارة الثانوية بنات ورقم القيد الانتخابي 36 , أما المواطن محمد محمود محمد قتم قيده في 44 لجان انتخابية بمدرسة الجلاء الابتدائية ومدرسة عمر مكرم بقيد رقم 1980 , 1642 , 1741 , 2018 ويتعرض أنصار الجبهة الوطنية للتغيير لحملة ترهيب وذلك لتأييدهم صلاح الصايغ مرشح الجبهة , فقد قام مجلس مدينة الإسماعيلية بتحرير محاضر لكل أصحاب المحلات التي تستقبل مرشح الوفد أو تعلق لافتاته , كما قام أنصار مرشح الحزب الوطني بإحدى الشركات بتهديد المواطنة الشيماء السيد احمد بالفصل واتهامها بنشر منشورات ضد مرشح الوطني داخل الشركة ..!

ومن المؤكد…

فإن أولاد الأرض لحقوق الإنسان تري ” قبل بدء انتخابات المرحلة الثانية بساعات ” أن البدايات لا تبشر بالخير وأن تلك المرحلة الثانية ستشهد من التزوير والمعارك الدامية ما يوازي أو يفوق ما فقده الحزب الوطني من مقاعد في المرحلة الأولي والتي سيحاول بكل الطرق غير المشروعة تعويض تلك الخسارة حتى ولو علي جثث الناخبين …!